عرض/ سامية عياد
"بالإيمان راحاب الزنية لم تهلك مع العصاة إذ قبلت الجاسوسين بسلام" بالتوبة تحولت حياة راحاب الزنية من امرأة خاطئة الى امرأة خادمة ، إيمانها توبتها وعملها جعلها إنسانة تتبارك فيها جميع قبائل الأرض ..
نيافة الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح وشمال افريقيا فى مقاله "راحاب الزنية" حدثنا عن نموذجا طيبا للإنسان الذى يعانى من خطية قبله الله وغير حياته هذا النموذج هو راحاب امرأة أممية زانية غير الله حياتها تماما إذ استخدمها الله لخلاص شعبه وخلاص نفسها فالله يريد أن الجميع يخلصون والى معرفة الحق يقبلون ، راحاب عاشت سنين قليلة فى أريحا ، إلا أن توبتها وعملها جعلها إنسانة تتبارك فيها جميع قبائل الأرض ، كما كان قبول الله لراحاب وسط شعبه إشارة الى قبول الخطاة فالله لا يذكر خطايا الخطاة بعد توبتهم بل يراهم أنقياء "أن التوبة تجعل الزناة بتوليين" ، ولكن ما هو عملها الذى كان سببا لخلاصها ؟
لقد قبلت رجلين من شعب الله دخلا ليتجسسا أرض الموعد وبقبولها الرجلين أخذت وعد منهما أن يحفظا حياتها وأسرتها عند دخول شعب الله الى الأرض وبالفعل أعلماها أن تضع حبلا قرمزيا أمام بيتها يراه الداخلون الى الأرض فيجتازوا عنها وعن أهل بيتها فلا تهلك وهذا الحبل القرمزى إشارة الى عمل الفداء بدم الصليب المحيى .
بعملها كانت توبتها الصادقة ودليل إيمانها ، بعملها لم تهلك مع العصاة ، آمنت أن الله يستطيع أن يتمجد فى هذا الشعب ويخلصهم إذ قبلت الرجلين بروح الإيمان كما كانت صاحبة أعمال إذ قبلت الجاسوسين وأخرجتهم فى طريق آخر " .. لأنه كما أن الجسد بدون روح ميت ، هكذا أيضا الإيمان بدون أعمال ميت" ، كما كانت راحاب مثالا للفضائل فقد كانت أمينة مع الجاسوسيين بالرغم مما يحوط بها من مخاطر ، ولم تجد مبررات لتتخلى عن وعدها لهما عندما بحث الملك عنهما ، فعندما علمت بأن الملك يبحث عنهما خبأتهما فوق السطح وغطتهما بعيدان الكتان النقى .
راحاب تركت سيرتها القديمة وسكنت وسط شعب الله وكانت صاحبة حكمة ورؤية روحية ، علينا إلا نستهين بأى شخص حتى لو كانت له خطايا كثيرة ، فالله قادر أن يغير النفوس ويحول الخطاة الى خدام يعملون على ربح النفوس .