ﭽاكلين جرجس
"آية" ربة منزل تظهر على ملامحها البراءة والطيبة ، وكانت بحق مدهشة في أداء دور الزوجة المكلومة و المصدومة المنهارة أمام أسرة زوجها ؛ بينما بكل وحشية تحولت معها سكين المطبخ إلى أداة ذبح لتنهي بها حياة الزوج ؛ ثم ألقت بجثته فى أرض فضاء .. أقدمت على فعلتها بكل إصرار بعد مرور شهرين فقط على زواجهما دون وجود أى سبب معقول يبرر تلك الجريمة البشعة ،و لتحبك القصة و تترابط خيوطها أدعت أن أصدقاؤه قتلوه ،إلى أن اكتشف رجال الشرطة ما يؤكد ارتكابها الجريمة ... أية "آية " أنت يا إمرأة من نار شريرة !!!
هي جريمة تكرر حدوثها بأشكال وتفاصيل أكثر وحشية وإجرامًا ، ولكنها وفي إطار تزايد ظاهرة العنف الأسري باتت تشكل مؤشر خطر ينبغي التوقف عنده ، ففى السابق كانت حالات ارتكاب المرأة لجرائم القتل باستخدام السم و هى الطريقة الرقيقة المناسبة للمرأة ، لكن الأن أصبحت المرأة المرتكبة لمثل تلك الجرائم كالنار تحرق من يقترب منها تستخدم في معاركها ضد الرجل السكاكين والسواطير والصعق الكهربائى للأسف !!
من المؤكد أن من أسباب كل هذا العنف تركيبة البيئة التى نشأت فيها المرأة أو ربما مرضها بمرض نفسى أو عقلي أو بدني ؛لكن ما يؤكده علماء الاجتماع أن خروج المرأة للعمل وشعورها بالاستقلال الاقتصادى، يقلل ميلها لقبول ولاية وقوامة الرجل عليها، مع زيادة معدلات العنف و التحرش من جانب الرجل، جفت مشاعر المرأة و تحولت مع تعاظم تلك الظروف لوحش كاسر في لحظات الضعف ؛ وعليه تداعت منظمات وجمعيات المجتمع المدني لمساعدة النساء المضروبات، ويخشى مع تفاقم حالات عنف النساء أن تظهر الحاجة إلى منظمات لمساعدة الرجال المضروبين.
وبظهور هذا العنف المسكوت عنه و كأنه وصمة عار يختبىء منه الرجل كشفت إحصائية منسوبة لمركز بحوث الجرائم التابع للأمم المتحدة تتصدر فيها المرأة المصرية المركز الأول في العنف ضد الرجل بنسبة 28% تليها الولايات المتحدة الأمريكية بنسبة 23%، ثم بريطانيا بنسبة 17% ثم الهند بنسبة 11% ، كما ظهرت قضايا متعددة أمام المحاكم المصرية بسبب ظاهرة العنف ضد الرجل سواء كانت بالسب والقذف أو التعدي بالضرب ؛كذلك طرد الأزواج من منازلهم ورفع قضايا للتمكين من القائمة قبل حدوث الطلاق ، أو حرمان الأب من رؤية أولاده.
و بالرغم من كل ما سبق إلا أن المرأة لاتزال كائن رقيق ضعيف مرهف المشاعر ؛ فغالبا ما يقع عليها الظلم و القهر و العنف ، و هناك المزيد من جهود مؤسسات الدولة الاجتماعية للتعامل مع مثل تلك الظواهر وتأكيد المواد الدستورية فى (دستور مصر 2014) مواد (11 ،53 ،214) على أن الدولة تكفل تحقيق المساواة بين المرأة والرجل في جميع الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ، كذلك تخصيص وزارة التضامن الاجتماعي بيوتاً آمنة للنساء لإيواء ضحايا العنف لتوفير العلاج الجسمانى و النفسى للضحية مع تزايد قضايا العنف ضد المرأة بشكل مخيف ، وبالرغم من كل ذلك إلا أنها كانت ولا تزال تقوم بدورها على أكمل وجه فنجد أن نسبة الأسر التي تشكل المرأة المصدر الرئيسي لدخلها، تصل إلى قرابة 33% من الأسر فى المجتمع المصرى .
أرى أنه قد أن الآوان للدفاع عن الرجال ، فالرجل هو من يحمى ويصون ويكدح ليرى ثمرة تعبه فى أولاده يتفانى فى منحهم كل ما يملك من مشاعر و وقت و خبرة إنسانية وتربوية ، فلا تظلموا الرجل المحمل بأعباء تتضاعف بنمو أفراد الأسرة وتزايد مطالبهم المعنوية والمادية ، فضلا عن المعاناة من ضغوط العمل ، والتي تشاركه فيها المرأة السوية التي تتنازعها متطلبات العمل لتساعد زوجها على أعباء المعيشة و بين المنزل للاهتمام بتنشئة الاطفال ؛ فلتكونوا رحماء بعضكما ببعض.
إلى نساء العالم لا أطالبكن بالرجوع الى عصر " سى السيد " وما قبل عصر الحريات ولا نحب أن نراكِ مثل " فتوة الحارة " فقط إرجعن إلى انوثتكن و فيض المحبة الساكن فيكن ،و لكِ سيدتى ثلاثة أمور تزيد المرأة إجلالاَ : الأدب والعلم والخلق الحسن ؛ فليس بالعضلات و القوة و الفتونة تحيا المرأة .
عزيزى الرجل ، مع كل تقديري وتعاطفي معكم في عصر تعاظم فتونة المرأة ،تذكر دائما المعاشرة بالمعروف فالعنف الأسري أفعال أو أقوال ، يلحق الأذى المادي والمعنوي بالأسرة ، وهو سلوك محرم لمجافاته لمقاصد الأديان و شرائعها في حفظ النفس والعقل، وهى على نقيض من المنهج الرباني القائم على المعاشرة بالمعروف والبر، فبكما يكتمل المكون الأسرى و المتجمعى و بالمحبة تستقر الحياة .