كتب – محرر الاقباط متحدون ر.ص
اصدر المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس بالقدس اليوم الثلاثاء، بيانا جديدا، جاء نصه :
هنالك مكانة كبيرة للبنان في قلوبنا فنحن نحب لبنان ونتمنى لهذا القطر الشقيق ان يكون دائما في سلام واستقرار وتقدم ورفاهية ، آلامنا واحزننا ما تعرض له لبنان مؤخرا من احداث ادت الى استشهاد عدد من ابناءه ناهيك عن الجرحى والدمار الهائل الذي حل بسبب الانفجار .
كما انه يؤلمنا ويحزننا ما نلحظه من خطاب طائفي مقيت ومن تحريض غير مسبوق يمس بالسلم الأهلي في لبنان ولذلك ومن منطلق محبتنا للبنان نقول لكافة المرجعيات الروحية ونقول لكافة المثقفين والاعلاميين والمسؤولين في الدولة اللبنانية بضرورة العمل على تكريس ثقافة السلم الاهلي ونبذ الخطاب الطائفي ايا كان شكله وايا كان لونه.
لبنان هو بلد لكل مواطنيه وليس لجهة دون الاخرى ولن تقوم قائمة للبنان الا من خلال وحدة ابناءه وبدل سماع الخطابات الطائفية والتحريض المذهبي المقيت اتمنى اللجوء الى الحوار والتفاهم لحل كافة الخلافات العالقة .
اتمنى من المرجعيات الروحية في لبنان بأن تقوم بدورها المأمول في توحيد الصفوف فالخطاب الديني يجب ان يكون دائما خطابا موحدا وليس مفرقا كما ولا يجوز استغلال منابر دور العبادة للتحريض على الطائفية والكراهية ونبذ الاخر .
اقول للبنانيين جميعا ولا استثني احدا على الاطلاق حافظوا على بلدكم الجميل وهذا يحتاج اولا الى ان تحبوا بعضكم بعضا فالمحبة هي التي تبني اما البغضاء فهي التي تدمر وتخرب .
اعداءكم يتربصون بكم ولا يريدون الخير للبنان كما ولكافة الاقطار العربية الشقيقة لا سيما فلسطين التي تتعرض لهذا الكم الهائل من المؤامرات فكونوا على قدر كبير من الوعي والحكمة والمسؤولية لكي تميزوا ما بين الخيط الابيض والخيط الاسود.
لست بصدد تلقينكم درسا في الحوار ونبذ الطائفية فأنتم كنتم وستبقون مدرسة في العيش المشترك والسلم الاهلي فحافظوا على هذه الثقافة في بلدكم وتجنبوا اي خطاب طائفي ايا كان شكله وايا كان لونه لان اعداء لبنان يريدونه ان يكون مشرذما مفككا يعيش صراعات طائفية ومذهبية فأفشلوا هذه المؤامرات وانتصروا على اعداءكم بوعيكم وحكمتكم ولحمتكم .
فسلام وخير لبنان هو سلام وخير للمشرق كله ونحن من قلب مدينة القدس نرفع الدعاء الى الله من اجل ان يجتاز لبنان محنته وان يتجاوز هذه الظروف العصيبة التي يمر بها وان ينتقل لبنان الى مرحلة جديدة فيها الخير والسلام والطمأنينة والتقدم والامن والازدهار وفيها ايضا الوحدة والاخوة والمحبة بين كافة مكونات لبنان الجميل.
ان جمال لبنان هو بتنوعه فلا تحولوا هذا التنوع الى مآساة وكارثة ولا تحولوا هذا التنوع الى انقسامات وطائفية وكراهية واقصاء .
لبنان بلد لكل ابناءه ونرفض لغة التهميش ولغة التحريض ايا كان شكلها وايا كان لونها، اقول لكم مجددا من فلسطين وكمحب للبنان بأن حافظوا على بلدكم وافشلوا كافة المشاريع والمخططات المشبوهة التي تستهدف هذا البلد الجميل .