حمدى رزق
احتراز واجب، لست ضد الثورة الإلكترونية الرهيبة التى تكاد تكلفنا عقولنا، وتفقدنا صواب شبابنا، يقينا هناك فائدة متحققة بشكل ما، لم ألمسها بعد، فلست كاننا فضائيا متمرسا، او محترفا، بل متابع لهذه الظاهرة اللافتة، وخطورة ما يتسرب منها إلى شبابنا المفتون بجماعة «اليوتيوبريين»، على نحو يفصلهم تمامًا عن تحديات الواقع.
دولارات يوتيوب تغرى بمزيد من اليوتيوبرين، ويتبعهم الغاوون، تحس أن شباب البلد أصبحوا أسرى ليوتيوب، توحد مرضى مع الموبايل حتى كل البصر، وتكلست البصيرة، ودعوا زمن اعمال العقل فى القراءة والتدبر، وصولا للعصف الذهنى إلى مقاعد المتفرجين على شخوص يوتيوب.
الوسائل الإعلامية التقليدية (ورقية وتليفزيونية وإذاعية) تتداعى فعاليتها فى مواجهة يوتيوب، ولم لا ويوتيوب الوسيلة المفضلة لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية « دونالد ترامب « للوصول إلى سكان الكرة الأرضية، ترامب لو حول تغريداته إلى فيديوهات على قناة شخصية لأصبح اليوتيوبر الأول فى العالم، الحمد لله ترامب مكتف بالتغريد، لديه وظيفة أخرى، ليس فى حاجة إلى التحول إلى يوتيوبر طلبًا للرزق.
فكرة «اليوتيوبر» باتت تسيطر على عقول الكثير من الشباب بحثًا فقط عن حلم المكسب السريع، كسب دون مشقة، شهرة وفلوس وتاثير ومشاهدات بالملايين، وما يجرى على يوتيوب خليق بالتوقف والتبين.
<< إذ فجاة هز موقف يوتيوب، خبر وفاة «يوتيوبر» مصرى مشهور «مصطفى الحفناوى بعد تعرضه لجلطة فى المخ بشكل مفاجئ، الله يرحمه..
وقرر النائب العام المصرى، المستشار حمادة الصاوى، إخلاء سبيل «اليوتيوبر» أحمد حسن وزوجته زينب بكفالة قدرها ٤٠ ألف جنيه مصرى، بعد تعهد اليوتوبرين (الوالدين) بحسن رعاية ابنتهما، مطالبين بإخلاء سبيلهما لصغر سن ابنتهما المجنى عليها وولايتهما عليها..بعد ضجة هائلة على يوتيوب تبعتها المواقع الالكترونية التى تبحث عن مشاهدات كثيفة.
الله يرحم الميتين ويرشد الأحياء، خلاصته لافت فى مجمل الاخبار الرائجة الكترونيا، تكرار مهنة «يوتيبوبر» التى اضيفت أخيرا إلى قاموس المهن المصرية، نعرف المهن جميعا، وبعضها اندثر، ولكن ماجد واستجد على قاموس المهن المصرية جد مهن غريبة وعجيبة، وتلقى رواجا هائلا بين الشباب من الجنسين.
بحثت عن أصل وفصل المهنة «يوتيوبر» مدفوعا بحب المعرفة، فعلمت ان اليوتيبوريين هم أصحاب القنوات الإلكترونية التى تحظى بجماهيرية كبيرة بين الناس عبر موقع «يوتيوب»، ويوتيوب هو موقع «ويب» يسمح لمستخدميه برفع التسجيلات المرئية مجانا ومشاهدتها عبر البث الحى ومشاركتها والتعليق عليها وغير ذلك.
وفى هذا يحكى ويتحاكى الشباب عن ملايين المتابعين لقائمة شخصيات مصرية وعربية وعالمية صارت تتحكم فى تشكيل عقلية كثير من شباب المتابعين، باسم يوسف وائل غنيم وعبد الله رشدى نماذج تحظى بمتابعة كثيفة، بل مليونية بين الشباب.
هذا ادعى لدراسة هذه الصيحة الإلكترونية قبل أن تسحب البساط، إن لم تكن سحبته من تحت أقدامنا، ونحن عنها غافلون، البعض يستبيح هذه الخدمة الكونية فى سياقات محزنة، تخيل يوتيوبر مصرى بيشد أنفاسًا مخدرة على يوتيوب وينصح الشباب بالأنفاس اللذيذة، بيعمل دماغ على يوتيوب، وآخر ينشر فتاوى تكفيرية مستنكرة على يوتيوب ويطرزها بالآيات والاحاديث الكريمة، وثالث « يخض « بنته ليحظى بمشاهدة كثيفة تدر عليه دولارات كثيرة، ناهيك عن التعرى والترخص قولا وفعلا وبيع الرقيق الأبيض على ناصية يوتيوب.
وإذا سقطوا فى أيادى مباحث الإنترنت يتكتل اليوتيوبرون فى مظاهرات إلكترونية حاشدة لإنقاذهم بدعوى حرية التعبير، وتتطوع مواقع محترمة دوليا للتنديد بالممارسات الأمنية فى مواجهة ما ينشرون.. للأسف ينشرون فيديوهات العهر والتكفير والمخدرات.. صوتًا وصورة دون خجل أو وجل ويتباهون بالمشاهدات المليونية، كم أخشى ولهذا أرجو دراسة هذا الذى استجد علينا، للإفادة ومنع الضرر.
نقلا عن الوفد