تعتبر الصداقة من أهم العلاقات في حياة الإنسان في جميع مراحل حياته؛ حيث إن لها دورا كبيرا في تشكيل شخصية وعقلية الشخص، كما أنها بالطبع تؤثر على قراراته وأفكاره، وللتمتع بإيجابيات تلك العلاقة لا بد من اختيار الصديق الحسن، والتعامل معه بالآداب والسلوكيات التي تساعد على استمرار الصداقة.. تعرف على آداب التعامل مع الأصحاب.
أهمية الصداقة

    الإنسان في جميع مراحل حياته يحتاج إلى الأصدقاء، ويؤثر الأصدقاء في بعضهم البعض بشكل كبير ومستمر، كما أن الفرد يكتسب الكثير من سلوكياته، وردود فعله، وأفكاره، وقناعاته من الأصدقاء المحيطين به؛ لذلك فإن الصداقة من أهم العلاقات في حياة أي إنسان.
    وللأصدقاء الجيدين أثر كبير على حياة الشخص، خاصة إذا كانت تلك الصداقة حقيقية وواضحة وتتحلى بالآداب والسلوكيات الصحيحة؛ ففي تلك الحالة يساعد التقرب من الأصدقاء على معالجة المشاكل التي يعاني منها الشخص، والحد من الشعور بالمشاعر السيئة، مثل القلق والتوتر وعدم الرضا، كما أنها تساعد في التحلي بالقدرة على تجاوز ضغوطات الحياة.

    والأصدقاء في مرحلة الطفولة أكثر تأثرا ببعضهم البعض من أي مرحلة عمرية أخرى؛ وذلك لأن الطفل يسعى إلى التعرف على أشخاص جدد عندما يذهب إلى مكان جديد، مثل المدرسة أو النادي، ويبدأ في تكوين الصداقات معهم على الرغم من السلوكيات والثقافات وربما الديانات المختلفة؛ ولذلك لا بد من الحرص على تعليم الأطفال منذ نعومة أظافرهم الآداب التي يجب أن يتعاملوا بها مع أصدقائهم.

آداب التعامل مع الاصدقاء

تتمثل أهم آداب التعامل مع الأصدقاء في الاحترام المتبادل بين الطرفين، وأن يسعى كل طرف إلى أن يكون صديقا إيجابيا، ويجب أن يحرص الأصدقاء أيضا على التواصل بفعالية حتى تدوم الصداقة لمدة أكبر، ويمكن تفصيل آداب التعامل مع الأصحاب في النقاط التالية:

    لا يرضى الشخص لصديقه ما لا يرضاه لنفسه، فيعامله كما يحب أن يعامَل، ويحسن إليه كما يحب أن يفعل صديقه معه.
    معاملة الأصدقاء بلطف؛ وذلك لأن البعض يعرفون مدى أهميتهم لدى الآخرين بمقدار اللطف الذي يعاملونهم به.
    الإخلاص للأصدقاء، والإخلاص يشمل الصدق وتوجيه الصديق صديقه إلى الصواب، ونصيحته، والحرص على مساندته في جميع أوقاته الجيدة والسيئة.

    الإصغاء للصديق عندما يتحدث، خاصة إذا كان الحديث عن أمر يهمه أو مشكلة يمر بها، ويجب الاهتمام أيضا بلغة الجسد، وإظهار الإيماءات التي تدل على التركيز وحسن الاستماع.

    حل النزاعات والخلافات بطريقة متحضرة وفعالة، وعدم الغضب على الأصدقاء أو رفع الصوت عليهم؛ فإن ذلك قد يؤدي إلى مشاكل كثيرة لا تنتهي إلا بانتهاء الصداقة.

    المحافظة على حدود الأصدقاء الشخصية، وعدم التطفل عليهم.
    حضور المناسبات الخاصة بالصديق، والتعرف على الأشخاص المقربين منه مثل عائلته وأصدقائه الآخرين؛ لأن ذلك يساعد على التقرب من الصديق والتعرف عليه أكثر.

    منح الصديق مساحة شخصية كافية؛ لأنه سيشعر بالضيق من الصداقة إذا كان مرتبطا بها طوال الوقت.
    عدم المقارنة بين ما تمتلكه وما يمتلكه صديقك، أو المقارنة بين صديقك وأشخاص آخرين؛ لأن هذا سيجعلك ترى السلبيات الموجودة في الصديق وتتجاهل الإيجابيات، مما يؤدي إلى الإحباط وتدهور الصداقة.
    عدم انتقاد الصديق بشكل دائم، وعدم لومه على أخطاء غير مقصودة باستمرار.
    الاستمتاع بقضاء الوقت مع الأصدقاء بهدف المرح والصحبة، وليس عند الحاجة إليهم فقط.
    الاعتراف بالخطأ عند الوقوع فيه، والاعتذار للصديق عند مضايقته.

آداب التعامل مع الأصدقاء للأطفال

يجب أن يحرص أولياء الأمور والمعلمون على تعليم الأطفال آداب التعامل مع أصدقائهم بشكل بسيط وسهل يقدر الأطفال على استيعابه، وهذه بعض النقاط التي يجب أن يتعلمها الطفل حتى يستطيع أن يتعامل مع أصدقائه بأسلوب سليم، ويتمكن من تكوين صداقات جيدة وهو في سن صغيرة:

    التعامل مع الأصدقاء بتواضع وحب، وتجنب الغرور.
    عدم إيذاء مشاعر الأصدقاء، وترديد عبارات قد تضايقهم بحجة المرح.
    تقدير الأصدقاء والاستماع إليهم ومسامحتهم على الخطأ إذا اعتذروا.
    التوقف عن ذكر عيوب الناس؛ لأن هذا يعتبر نميمة يعاقب عليها الله تعالى، ومن يفعل ذلك مع الناس يفقد أصدقاؤه ثقتهم به.
    الحرص على التحلي بالصدق مع جميع الأصدقاء، وكذلك غير الأصدقاء.
    إذا أخبرك صديقك عن شيء خاص به، فيجب ألا تخبر أي شخص آخر بهذا الشيء.
    التحلي بالابتسامة عند مقابلة الأصدقاء.
    الحرص على أن تكون لينا في الحديث، وحسن الخلق؛ حتى يحب الناس مصادقتك.
    التكبر والغرور من الصفات السيئة؛ لذلك يجب أن تتجنب أن تتعامل بمثل هذه الصفات مع أصدقائك أو غيرهم.