د. مينا ملاك عازر
منذ فترة يروج رئيس مدغشقر لمنتج لم يخضع لاختبارات يقول إنه يُعالج كوفيد-19، وذلك على الرغم من تحذير منظمة الصحة العالمية من استخدام علاجات لم يتم اختبارها، وفي شهر أبريل الماضي أعلن رئيس مدغشقر أندريه راجولينا طرح مشروب باسم "كوفيد- أورغانكس"، قال إنه يمنح مستخدمه وقاية من المرض ويعالجه أيضاً، ويتمسك راجولينا بمستحضره على الرغم من أن بلده سجل 15925 حالة إصابة بفيروس كورونا و216 حالة وفاة جراء الإصابة، ويحتوي هذا المشروب الذي أُرسل إلى عشرات الدول الأفريقية على نباتات من مدغشقر أبرزها نبتة الشيح التي ثبتت فعاليتها في علاج الملاريا، ويتولى إنتاج هذا المشروب معهد الأبحاث التطبيقية في مدغشقر، وبالرغم من رفضها السابق، إلا أن منظمة الصحة العالمية أقرت قواعد لاختبار علاجات عشبية أفريقية لمرض كوفيد-19 الذي يسببه فيروس كورونا، وقالت المنظمة إن أي عقاقير تقليدية تثبت سلامتها وفعاليتها في علاج المرض يمكن الإسراع في تصنيعها، وأضافت أن المعيار الوحيد لمدى سلامة العلاجات التقليدية وفعاليتها هو الاختبارات العلمية الدقيقة، وأوضحت المنظمة أن الهدف من القواعد الجديدة هو تمكين العلماء في أفريقيا من إجراء اختبارات سريرية ملائمة، وتأتي هذه الخطوة فيما تجاوز عدد المصابين بالفيروس في شتى أنحاء العالم 30 مليون شخص، وعدد من ماتوا جراء الإصابة 957 ألفا حتى كتابة هذه السطور.
وتجدر الإشارة هنا إلى أنه يخضع نحو 140 لقاحاً محتملاً ضد كوفيد-19 لاختبارات في أنحاء العالم، بلغ العشرات منها بالفعل مرحلة الاختبارات السريرية على البشر، وبالتزامن مع هذه الجهود صدرت موافقة لبدء المرحلة الثالثة من التجارب السريرية لعلاجات أفريقية تقليدية، وأقرت القواعد لجنة من الخبراء شكلتها منظمة الصحة العالمية مع المركز الأفريقي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها ولجنة الاتحاد الأفريقي للشؤون الاجتماعية، وخلال المرحلة الثالثة تُختبر مدى فعالية الدواء، وإن كان استخدام عدد كبير من الناس له آمنا.
وقال رئيس اللجنة الأستاذ الجامعي موتلا ليبولا غيلبرت ماتسابيسا، إن تبنّي الوثائق الفنية سيضمن أن الأدلة الطبية المقبولة عالمياً على فعالية العلاجات المستخلصة من الأعشاب في علاج كوفيد-19 سيتم التوصل إليها دون تعريض سلامة المرضى للخطر، وأكد بروسبر توموسيمي، من منظمة الصحة العالمية، أن "انتشار كوفيد-19، ومثلما حدث في انتشار وباء إيبولا بغرب أفريقيا أكد على ضرورة تعزيز النظام الصحي وتسريع الأبحاث وبرامج التنمية، بما في ذلك العلاجات التقليدية، وقال توموسيمي إنه من خلال المنتدى الأفريقي لتنظيم اللقاحات التابع لمنظمة الصحة العالمية أصبح هناك سبيل لتقييم وإقرار الاختبارات السريرية على الأدوية في المنطقة في فترة زمنية تقل عن 60 يوماً.
كل الأماني المخلصة للعاملين على إيجاد لقاح أو علاج لهذا الفايروس الذي يهدد البشرية جمعاء، كما أتمنى من قلبي أن تصدق أبحاث الأفارقة ليعلم العالم أن الافارقة لديهم القدرة بفترتهم وأعشابهم، ومتزامن هذا مع العلم لأن يصلوا لنجاحات تنقذ العالم بأسره.
المختصر المفيد كل شيء خاضع للتجارب في سبيل إنقاذ البشرية ولكن باتباع القاعد العلمية، فلا سبيل للتقدم دون العلم.