- المجتمع في نظر جماعة الإخوان مجتمع كافر لا يطبق شرع الله وإن صلى وصام وقرأ القرآن
- الجماعات الظلامية تسعى إلى هدم الدولة من خلال الإعلام العميل الممول والموجه لتشويه الحقائق
كتبت - أماني موسى
قال فضيلة المفتي د. شوقي علام، أن ما تواجهه مصر الآن هو معركة شرسة بنمط جديد تُستعمل فيها أقذر المخططات وأفتك الأسلحة التي تستهدف في النهاية تفكيك وحدة الوطن، وإضعاف قوته، وتقسيم شعبه إلى فرق وطوائف متناحرة باسم الدين، فإذا ضعفت مصر أو انهارت انهار مِن حولها الوطنُ العربيُّ كله، وتم تنفيذ مخطط التقسيم بأسرع ما يكون.
ولفت فضيلة المفتي النظر إلى أننا إذا نظرنا إلى هذه الأسلحة المدمرة رأينا أن أخطرها على الإطلاق تلك المفاهيم الدينية الخاطئة التي بثتها جماعة الإخوان الإرهابية عبر السنوات الماضية، وتلك المفاهيم تحمل في طياتها تكفير الحكام والمجتمع والجيش والشرطة والقضاة، أي إن هذا المجتمع في نظرهم مجتمع كافر لا يطبق شرع الله وإن صلى وصام وقرأ القرآن.
وأوضح أن دار الإفتاء المصرية قد استجابت لواجب الوقت بالتصدي لتلك المجموعات الإرهابية، وأطلقت عددًا من المشروعات والمبادرات الطموحة الكبيرة التي وَجهت للتطرف والإرهاب ضرباتٍ قويةً مؤلمة سببت لقنوات الإخوان كثيرًا من الإزعاج، فباتت دار الإفتاء ومشروعاتها وعلماؤها هدفًا للتشويه والمحاربة المستمرة من قِبَل قنوات جماعة الإخوان الإرهابية.
وتابع مفتي الجمهورية في كلمته: "من أخطر الأسلحة المدمرة التي تستعملها تلك الجماعات الظلامية لهدم الدولة المصرية، الإعلام المموَّل الموجَّه العميل، الذي يعمل على تشويه الحقيقة، وتسويد الواقع وإثارة الفتن والقلاقل، ويعمل أيضًا على تشويه الدولة المصرية ومؤسساتها التي تقف بكل وطنية خلف الرئيس عبد الفتاح السيسي، وهذا الخطر الإعلامي لا بد أن يواجه بإعلام وطني قوي يؤمن بقضايا الوطن ولا يتأخر عن مؤسسات الدولة في كل مناسبة للدفاع عن نفسها. ونحن نثمن الرسالة الإعلامية الوطنية والجهود الطيبة التي تقوم بها مؤسساتنا الإعلامية وفِي مقدمتها وكالة أنباء الشرق الأوسط".
وأضاف فضيلته أننا بحاجة إلى بذل مزيد من الجهود في كافة الوسائل الإعلامية المسموعة والمقروءة والمشاهدة ووسائل التواصل الاجتماعي، وهي أخطرها على الإطلاق حتى تصل الصورة الصحيحة إلى كل إنسان مصري، بل وعربي، وأن نواجه الشائعات والأكاذيب التي تبثها تلك القنوات في نفس الوقت والساعة، بل واللحظة، حتى لا نترك عقول شبابنا وأبنائنا فريسة للشائعات والأكاذيب.
وأشار إلى أن الإعلام، وإن كان في نفسه وسيلة، لكنه وسيلة فاعلة ومؤثرة، وهو الذي يحمل إلى الناس مفاهيم الحق والخير والعدل، كما هي رسالة إعلامنا الوطني، أو يكون سببًا في بث الأكاذيب والفتن والشائعات، كما تفعل قنوات ومواقع جماعة الإخوان الإرهابية ومن لفَّ لفها وسلك سبيلها المعوج؛ لذلك لا بد أن نهتم بالإعلام وبالرسالة الإعلامية في حربنا ضد الإرهاب، وفي التفاف الشعب حول قضايا الوطن كذلك.
وقال فضيلة المفتي: "في اعتقادي… الخطر الذي تواجهه مصر يحتاج في مواجهته والقضاء عليه إلى عقول يقظة لا تغرها الشائعات والأكاذيب، وإلى ضمائر حية لا تخون وطنها ولا تغرى بالمال الحرام مهما كان، وإلى سواعد فتية قوية تبني وتشيد وتدافع وتقاتل من أجل بقاء هذا الوطن، وأهم من ذلك، ومن قبل ذلك كله تحتاج إلى اتحاد واجتماع وتكاتف من أجل مواجهة الخطر الداهم الذي يواجهنا جميعًا، قال تعالى: {إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص}، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية»".
وأضاف: نحن نعلم أن في الاجتماع قوة، وفي الفرقة ضعف وهوان وهزيمة، وهذا ما تعمل عليه ليلَ نهارَ قوى الظلام الإرهابية، فهي تريد أن تفرق كلمتنا وتشتت وحدتنا، فتعمل أولًا على التفريق بين الشعب وحاكمه ورئيسه وقائد جيشه وحامي مسيرته، ومن وراء ذلك أمور عظام لا تخفى على كل وطني حر شريف.
ووجه مفتي الجمهورية في ختام كلمته رسالةً إلى الشعب المصري، حثَّهم فيها على ضرورة أن يتكاتف الشعب جميعًا وأن يقفوا صفًّا واحدًا خلف الوطن وقائد الوطن، نفدي بلادنا بالروح والدم والنفس والمال، ولا نسمح لأية قوى مخربة أن تفت في عزمنا أو تفرق وحدتنا.