كتب - نعيم يوسف
أثار مقتل الطفل "عدنان"، الذي يبلغ من العمر 11 عاما، موجة غضب في المغرب، خاصة بعد الطريقة الوحشية التي قتل بها، حيث تم الاعتداء عليه جنسيا، وقتله، ودفنه في مكان قريب من منزله.
هذه الواقعة هزت الشارع المغربي، الذي يطالب بإنزال عقوبات قاسية بحق "الوحش الآدمي"، وتعزيز قوانين حماية الطفولة.
في هذا السياق، ناقش برنامج "في فلك الممنوع"، المذاع على قناة "فرانس برس"، قضية إلغاء عقوبة الإعدام خاصة في الدول العربية.
وقال أحمد عصيد، كاتب ومفكر مغربي، إنه لا يتفق مع من يطالبون بتنفيذ أحكام الإعدام لأنها ليس حلا، لافتا إلى أن من يطالبون بالتمثيل بجثث الجناة وتقطيع أوصالها في الفضاء العام، فهؤلاء لا يقلون وحشية عن المجرميين أنفسهم، لافتا إلى أنه يدين الحملة للعودة لتنفيذ الأحكام بعيدا عن القانون، مشيرا إلى أنه يحترم وجهة نظر المطالبيين بتطبيق القانون حتى لو كان الإعدام، حتى لو كان رأيه الشخصي لا يتوافق معهم.
مطالب بمعالجة المشكلة من الأساس
وأشار "عصيد"، في لقائه مع البرنامج، إلى أن اتهام المطالبين بإلغاء عقوبات الإعدام، بأنهم يريدون تهريب المتهمين من العدالة، هو تحريف للنقاش، لافتا إلى أن المطالبة بإلغاء عقوبة الإعدام لا يعني التسامح مع القتلة والمجرمين، ولكن إعدام القتلة لن يشفي غليل ذوي الضحايا، مشددا على ضرورة معالجة المشكلة في الأساس مثل مشاكل الاغتصاب والقتل، وغيرها، ومعالجتها بطريقة مجتمعية.
ولفت الكاتب والمفكر المغربي، إلى أن القول بأن حكومة الإعدام رادعة هو أمر غير صحيح، وأكثر ثلاثة أنظمة متطرفة في تطبيق عقوبة الإعدام، وهي الصين والسعودية وإيران يوجد تصاعدا للعنف فيها، رغم أنها أنظمة متشددة ولا تعرف قيمة الإنسان، ولكنها لم تردع الجرائم، مشيرا إلى أن تطور العقوبات هو تطور بشري وحضاري، والحكم بالإعدام ليس حلا، وينتج عنه بعض المظالم.
العدالة لم تطبق حتى الآن
في السياق، قال إدريس الكنبوري، باحث وكاتب، في لقاء مع نفس البرنامج، إن عائلات الضحايا دائما يشعرون بالغبن في حالة عدم تطبيق الإعدام، لافتا إلى أن العدالة حتى الآن في هذا العصر لم نصل إلى حدها الإنساني.
أما محمد سلطان، حقوقي بحريني، فيقول إن دول مجلس التعاون الخليجي، تستغل أحكام الإعدام في تنفيذ أحكام الإعدام ضد المعارضين، لافتا إلى أنه يؤيد ما يقوله القانون الدولي بتجميد حكم الإعدام، لأن القضاء قد يرتكب بعض الأخطاء، ثم تظهر الحقيقة فيما بعد، ولكن حينها يكون المتهم المظلوم تم تنفيذ حكم الإعدام فيه، داعيا إلى استبدال عقوبة الإعدام بالمؤبد مدى الحياة دون أن يخرج، ويتم تخفيض العقوبة.
الإعدام والتمييز والظلم
وأشار "سلطان"، في لقاء مع البرنامج، إلى أنه في البحرين تم إعدام خمس أشخاص، وثبت فيما بعد أنهم أبرياء، لافتا إلى أنه يتم التمييز في تنفيذ عقوبة الإعدام، وهناك شخص من العائلة الحاكمة قتل فتاة في البحرين، ولم يتم تنفيذ الإعدام بحقه لأنه من العائلة المالكة.
إلى ذلك، أكد صالح العربوطي، نقيب المحامين السابق في الأردن، أنه يؤيد تطبيق حكم الإعدام في جرائم القتل والاغتصاب وغيرها، لأنها نوعا من الردع المجتمعي، أما في القضايا السياسية فهو لا يؤيدها، مشيرا إلى أن الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش، صدق على نحو 153 حكما بالإعدام، ولم يتحدث أحد من منظمات حقوق الإنسان، متسائلا: أين هي من ذلك؟