"تم إغلاق المطعم اليوم إكراماً لمطعم آخر"، لافتة على أحد محلات الشاورما السوري، وضعها صاحبها وأغلق مطعمه وذهب، ليعطي فرصة لمطعم جديد أمامه، يقدم نفس ما يقدمه مطعمه، لتحقيق مكسب مناسب في يوم الافتتاح وإعطاء فرصة للزبائن لتجربته، هكذا كانت بداية قصة المطعم السوري الذى أغلق في يوم افتتاح مطعم مجاور له، بحسب ما انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك".
حاولت "الوطن"، التعرف على أصل الحكاية وتفاصيل الموقف الذي نال إعجاب أهالي الإسكندرية، حتى أصبح حديث الشارع السكندري، خاصة أن المطعمين موجودين داخل شارع محمد نجيب بحي سيدي بشر بحري، أكبر شوارع شرق الإسكندرية، كما لديهما شهرة واسعة في الأكل السوري.
البداية كانت أن المطعم الجديد الذى افتتح بالرغم من أن اسمه به لقب "سوري"، إلا أن صاحبه في الأساس مصري يشاركه سوري، وهو نفس المكان الذى كان يؤجره صاحب المطعم السوري المجاور لهم وصاحب اللافتة التي أثارت الجدل.
وعلمت "الوطن" أثناء تواجدها بالشارع وأمام المطعمين أن المطعم افتتاحه لم يكن يوم الخميس الماضي، بل كان مقرر له قبلها بـ3 أيام ولكن تم تخريب الافتتاح لذلك تم تأجيله مع وجود اتهامات متبادلة بين إدارة المطعمين بأن المطعم القديم صاحب اللافتة السبب في التخريب، وهو ما نفاه صاحب المطعم، ثم تم تحديد موعد آخر لافتتاح المطعم الجديد، وبسبب الخلافات والاتهامات قرر صاحب المطعم القديم إغلاقه يوم افتتاح جاره ومنافسه.
هاني جبريل "أبو عمر" صاحب المطعم الجديد المجاور للسوري المصري، والذي افتتح مطعمه بالشراكة مع رجل سوري يوم الخميس الماضي، بشارع محمد نجيب، أكد لـ "الوطن"، أن صاحب المطعم السوري، لم يكن حسن النية، كما كان يشاع، موضحا أن جاره أغلق مطعمه بعد تخريب يوم الافتتاح الأساسي.
وأضاف أنه خسر يوم الافتتاح ما يقرب من 100 ألف جنيه ثمن بضاعة كانت مجهزة ليوم الافتتاح، راحت عليه بسبب تخريب هذا اليوم.
وأوضح "أبو عمر"، أن الأمر ليس كما شاع على مواقع التواصل الاجتماعي، فالغلق جاء بعد حكم أهالي الشارع على صاحب المطعم السوري القديم، حتى لا يكون موجودًا يوم افتتاح جاره لتهدئة الأمور، وليس إكراما منه بحسب تصريحاته لـ "الوطن".
وأشار "أبو عمر"، إلى أن القصة طويلة بدايتها أن المطعم أصلا كان قديماً في نفس مكانه، وكان صاحبه يؤجر منه المحل لسنوات طويلة، ثم رحل ليفتح بجواره، فقرر صاحب المحل النزول من دولة السعودية بسبب فيروس كورونا والأزمة الاقتصادية وفتح محله محل جزارة ثم خسر فقرر فتحه مطعما كما كان عليه من قبل، وذلك بعد شراكة أحد السوريين.
وأوضح أن هناك خلافا بينه وبين صاحب المطعم السوري صاحب اللافتة، بسبب تخريب الافتتاح الأول، لذلك تم إغلاق مطعمه، مشيراً إلى أنه لولا الأزمة الاقتصادية ونزوله من السعودية والعمل في بلاده لم يكن يفكر في فتح مطعم، مؤكدًا أن الأرزاق بيد الله.
أما محمد نبيل "أبو معن"، صاحب المطعم السوري وصاحب اللافتة، نفي كل الاتهامات الموجهة إليه، وأنه صاحب تخريب يوم افتتاح جاره، مؤكدًا أنه بالفعل تم تبادل الاتهام إلا أنه قرر الغلق يوم الافتتاح للبعد عن المشاكل وترك الزبائن للمطعم الجديد وإكراما لجاره المصري.
وأوضح أنه خسر في يوم الافتتاح الذى أغلق فيه 10 آلاف جنيه بسبب البضاعة لأنه قرر الإغلاق قبلها بساعات قليلة، مؤكدًا أنه لم يكن يتوقع البلبلة التي حدثت على مواقع التواصل الاجتماعي فتعليق اللافتة جاء من أجل إعلام الزبائن بسبب الغلق خاصة في ظل الوضع الحالي حتى لا يعتقدون شيئا آخر، وتم الافتتاح في اليوم التالي مباشرة.
وأكد "أبو معن"، أن الرزق لربنا وأنه يحترم جاره المصري خاصة أنه فعلا كان مستأجرا عنده من قبل وكان مقره القديم، مشيراً إلى أن الزبون يعلم جيدًا مطعمه بسبب تواجده لأكثر من 8 سنوات بالمنطقة.