سليمان شفيق
انتهت اجتماعات أمنية ليبي ـ ليبية في مدينة الغردقة برعاية مصرية ،كانت تبحث ترتيبات ضمان أمن المؤسسات والمنشآت النفطية والبنية التحتية، من خلال تأسيس لجنتين عسكريتين من الشرق والغرب الليبي، والعمل على تشكيل قوة عسكرية موحدة في ليبيا.وقالت مصادر ليبية إن الاجتماعات تبحث وضع خطط لإبعاد المرتزقة والميليشيات وتأمين المواقع النفطية...
من جهة اخري قال الكاتب والمحلل السياسي الليبي، الدكتور محمد الزبيدي، إن اجتماع ممثلين عن الجيش الوطني الليبي مع ممثلين من حكومة الوفاق الوطني في مدينة الغردقة المصرية اليوم، يهدف إلى التوصل إلى حل للأزمة الليبية، وذلك خلال حواره على شاشة "الغد" الإخبارية
وأضاف الزبيدي، أن هذا الاجتماع هو امتداد لجملة من الاجتماعات السابقة، وهو لقاء استثنائي، لأنه يدرس آلية فرض الأمن داخل مدينة سرت التي سيتم إخلاؤها من السلاح، بينما تبقى قوات الجيش الوطني الليبي على مشارف المدينة، مشيراً إلى أن الهدف الثاني لهذا الاجتماع هو وضع تصور للقاء
كما اعربت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عن امتنانها للحكومة المصرية على جهودها في تسهيل المحادثات الليبية في مدينة الغردقة الساحلية، وذلك في إطار المحادثات المستمرة للجنة العسكرية المشتركة 5 + 5
وتتطلع بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا إلى أن تؤدي هذه اللقاءات المباشرة إلى نتائج إيجابية، على أن تعرض هذه النتائج على اجتماعات اللجنة العسكرية المشتركة 5 + 5
ويأتي اجتماع الغردقة بين الأطراف العسكرية الليبية، ضمن محادثات اللجنة العسكرية المشتركة لليبيا والمعروفة باسم 5 + 5 والمنبثقة عن مخرجات مؤتمر برلين لبحث الملفات الأمنية والعسكرية، بهدف الوصول إلى تشكيل قوة مشتركة وتوحيد المؤسسة العسكرية.
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد استقبل، الأربعاء الماضي ، رئيس مجلس النواب الليبي، عقيلة صالح، وقائد الجيش الوطني الليبي، المشير خليفة حفتر، وذلك بحضور رئيس المخابرات العامة، عباس كامل.
ووفق المتحدث باسم الرئاسة المصرية، بسام راضي، فقد "اطلع السيسي خلال اللقاء على التطورات في ليبيا وجهود كافة الأطراف لتنفيذ وقف إطلاق النار الميداني من جهة، وعلى الجهود الليبية لدفع عملية السلام برعاية الأمم المتحدة من جهة أخرى".
وجرى اللقاء في سياق الجهود المصرية المستمرة لتحقيق الأمن والاستقرار في ليبيا ودعم شعبها في الحفاظ على سلامة ومقدرات البلاد في مواجهة التنظيمات الإرهابية والمليشيات المسلحة وتقويض التدخلات الخارجية.
ورحب السيسي في بداية اللقاء بالقادة الليبيين، مؤكدا على موقف مصر الثابت من دعم مسار الحل السياسي للأزمة الليبية بعيدا عن التدخلات الخارجية، والترحيب بأية خطوات إيجابية تؤدي إلى التهدئة والسلام والبناء والتنمية.
كما أثنى على الجهود والتحركات التي قام بها عقيلة صالح لدعم المسار السياسي وتوحيد المؤسسات التنفيذية والتشريعية في ليبيا، كما ثمن سيادته موقف المؤسسة العسكرية بقيادة المشير خليفة حفتر في مكافحة الإرهاب والتزامه بوقف إطلاق النار.
ودعا كافة الأطراف للانخراط الإيجابي في مسارات حل الأزمة الليبية المنبثقة من قمة برلين برعاية الأمم المتحدة (السياسي والاقتصادي والعسكري والأمني) وإعلان القاهرة وصولاً إلى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي ستتيح للشعب الليبي الاستقرار والازدهار والتنمية.
وأعرب الرئيس المصري عن ترحيبه بالتعاطي الإيجابي الملموس لكافة الأطراف سواء في شرق أو غرب ليبيا مع آليات حل الأزمة، داعياً كافة الأطراف الليبية لتوحيد مواقفهم للخروج من الأزمة الراهنة وإعلاء مصلحة الوطن فوق كافة الاعتبارات
موقف تونس والجزائر:
ومن جهة اخري جدد وزير الخارجية الجزائرية صبري بوقادوم الاثنين تأكيد التطابق بين موقف بلاده وتونس حول الدفع نحو حلّ سياسي في ليبيا بعيدا من التدخلات الخارجية.
جاء موقف بوقادوم خلال زيارته الثالثة التي قام بها الاثنين لتونس والتقى خلالها نظيره عثمان الجرندي والرئيس التونسي قيس سعيّد ورئيس الحكومة هشام المشيشي.
وقالت الرئاسة التونسية في بيان أن بوقادوم أكد أنه "تم الاتفاق على مواصلة الجهود المشتركة للدفع بمسار الحل السياسي بعيدا عن التدخلات الأجنبية من خلال حوار شامل وبناء بين الليبيين أنفسهم حفاظا على أمن ليبيا ووحدتها وسيادتها".
والجزائر، التي تخشى مخاطر عدم الاستقرار على حدودها، تحاول إعادة تفعيل دورها على الساحة الدبلوماسية الإقليمية وتسعى الى اداء دور الوسيط في الأزمات التي تتخبّط فيها ليبيا.
ومن المرتقب ان يقوم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بزيارة لتونس "في الفترة القريبة القادمة"، بحسب البيان.
وتشهد ليبيا فوضى وأعمال عنف منذ سقوط نظام معمر القذافي في العام 2011 في انتفاضة دعمها حلف شمال الأطلسي عسكريا.ً
وتفاقمت الأزمة العام الماضي بعدما شنّ المشير خليفة حفتر، الرجل القوي في الشرق الليبي، هجوماً للسيطرة على طرابلس، مقرّ حكومة الوفاق التي تمكنت القوات الموالية لها من التصدي له.
واستعادت قوات حكومة الوفاق سيطرتها على الغرب الليبي إثر معارك استمرت لأكثر من عام وانتهت مطلع يونيو بانسحاب قوات حفتر من سائر المناطق التي كان يسيطر عليها في غرب البلاد وشمال غربها
وفي 22 أغسطس أعلن طرفا النزاع في بيانين منفصلين وقف إطلاق النار بشكل فوري وكامل وتنظيم انتخابات العام المقبل في أنحاء البلاد، ورحّبت الأمم المتحدة يومها بـ"التوافق الهام" بين الطرفين