سليمان شفيق
توصلت اليونان وتركيا امس الخميس لاتفاق "لتجنب الاشتباكات" العسكرية بين الطرفين في شرق المتوسط، حسب ما أعلنه حلف شمال الأطلسي. وأوضح "الناتو" أن الاتفاق حصل بعد "سلسة من الاجتماعات" في مقر الحلف في بروكسل.
واضاف الحلف ،أن اليونان وتركيا أقامتا خطا عسكريا ساخنا، لتجنب الاشتباكات العرضية في شرق البحر المتوسط، حيث يختلف البلدان بشأن موارد الطاقة والحدود البحرية، وأوضح الحلف في بيان: "عقب سلسلة من الاجتماعات الفنية بين الممثلين العسكريين لليونان وتركيا في مقر حلف شمال الأطلسي في بروكسل، وُضعت آلية عسكرية ثنائية لتجنب الاشتباك الخميس".
ورغم صغر مساحتها التي لا تتعدى 10 كلم مربع، إلا أن جزيرة كاستيلوريزو باليونانية و"ميس" بالتركية، تتصدر النزاع الدائر بين أنقرة وأثينا لموقعها الهام في منطقة غنية بالغاز. وتقع الجزيرة اليونانية على بعد كيلومترين من بلدة "كاش" التركية الواقعة في محافظة أنطاليا.
وكان اوردغان قد حذرامس الاول مهددا الجارة اليونان وسط تصاعد التوترات في شرق البحر المتوسط، وعشية بدء قواته مناورات عسكرية في المنطقة. وقال أردوغان إن لبلاده "القوة لتمزيق الخرائط والوثائق المجحفة التي تفرض عليها"، في إشارة إلى المناطق المتنازع عليها بين أنقرة وأثينا
ويحتدم الخلاف بين تركيا واليونان، وكلاهما عضو في حلف شمال الأطلسي، بشكل متزايد بشأن ثروات الغاز والنفط في شرق المتوسط منذ نشرت تركيا سفينة استكشاف الشهر الماضي في المنطقة.
وفي هذا السياق، قال أردوغان في كلمة خلال افتتاحه مدينة طبية في إسطنبول "سيدركون أن تركيا تملك القوة السياسية والاقتصادية والعسكرية لتمزيق الخرائط والوثائق المجحفة التي تفرض عليها"، في إشارة إلى المناطق المتنازع عليها بين تركيا واليونان.
وتابع الرئيس التركي مشددا "إما أن يفهموا بلغة السياسة والدبلوماسية، وإما بالتجارب المريرة التي سيعيشونها في الميدان". لافتا إلى أن "تركيا وشعبها مستعدان لأي سيناريو والنتائج المترتبة عليه".
وقال أردوغان أيضا "أكدنا دوما استعداد تركيا لكل أشكال التقاسم شرط أن يكون عادلا".
مناورات عسكرية تركية:
من جهة أخرى، أعلن مسؤولون عسكريون أتراك أنهم سيبدأون الأحد تدريبات عسكرية تستمر خمسة أيام في "جمهورية شمال قبرص التركية" التي لا تعترف بها سوى أنقرة.
ونشرت تركيا في 10 أغسطس سفينة الاستكشاف "عروج ريس" يرافقها أسطول من السفن الحربية في المياه بين قبرص وجزيرتي كاستيلوريزو وكريت اليونانيتين.
وتم تمديد بقاء السفينة في المياه المتنازع عليها ثلاث مرات.
في المقابل، ردت اليونان بإجراء مناورات بحرية مع العديد من حلفاء الاتحاد الأوروبي والإمارات العربية المتحدة، ليس بعيدا عن التدريبات الأقل حجما التي أجرتها تركيا بين قبرص وكريت الأسبوع الماضي.
من المتوسط الي القوقاز :
وبعد ان تمكن حلف الناتو من تهدئة الاوضاع بين تركيا واليونان ، ودخول مصر الي حلبة انهاء الصراع التركي في ليبيا اسرع اوردغان الي القوقاز لفتح جبهة اخري ، حيث اكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الخميس وجود "مقاتلين سوريين من مجموعات جهادية"، في ناغورني قره باغ، مسرح النزاع بين أذربيجان والانفصاليين الأرمينيين المدعومين من أرمينيا. واعتبر ماكرون أن هذا الأمر "خطير للغاية"، داعيا في الوقت نفسه إلى "وقف تام لإطلاق النار". وكانت موسكو قد أعلنت أن مقاتلين من سوريا وليبيا انتشروا في المنطقة، واضاف ماكرون أن مقاتلين سوريين متشددين يقاتلون في ناغورني قره باغ، حيث تدور مواجهات عنيفة بين قوات أرمنية والجيش الأذربيجاني، واصفا الأمر بأنه "خطير للغاية".
وقال ماكرون، لدى وصوله للمشاركة في قمة قادة الاتحاد الأوروبي في بروكسل: "لدينا معلومات اليوم تشير بشكل مؤكد إلى أن مقاتلين سوريين من مجموعات جهادية انتقلت عبر غازي عنتاب للوصول إلى مسرح العمليات في ناغورني قره باغ. هذا واقع جديد خطير للغاية يغيّر الوضع".
وأضاف ماكرون، الذي تشكل بلاده إلى جانب روسيا والولايات المتحدة "مجموعة مينسك"، المسؤولة عن التوسط في هذا النزاع، "اتفقنا مع الرئيس (الأمريكي دونالد) ترامب والرئيس (الروسي فلاديمير) بوتين، على تبادل كل المعلومات المتوفرة لدينا حول هذا الوضع والقدرة على استخلاص كل العواقب".
ودعا الزعماء الثلاثة في بيان مشترك الخميس "إلى وقف تامّ لإطلاق النار" في ناغورني قره باغ، و"قادة أرمينيا وأذربيجان إلى الانخراط الفوري في استئناف مفاوضات جوهرية".. واكد ماكرون علي إرسال تركيا لمقاتلين سوريين إلى قره باغ.
وقال ماكرون "سأكون واضحا للغاية، الأحد، إن الضربات التي انطلقت من أذربيجان، على حد علمنا، لم يكن لها أي مبرر".
ومجموعة مينسك، التي تشكلت قبل 18 عاما داخل منظمة الأمن والتعاون في أوروبا من أجل التوسط في هذا الصراع، لم تنجح أبدا في إنهاء المعارك على طول خط الجبهة.
وذكرت وكالة الإعلام الروسية نقلا عن وزارة الخارجية الروسية الخميس أن موسكو تعلم بوجود مرتزقة سوريين في إقليم ناغورني قرة باغ بشكل مستقل من تقارير إعلامية.
وكانت موسكو قد ذكرت الأربعاء أن مقاتلين من سوريا وليبيا انتشروا في منطقة الصراع في هذه المنطقة الأذربيجانية الانفصالية، التي تشهد قتالا داميا منذ عدة أيام.