كتب – محرر الأقباط متحدون أ. م
قال الكاتب والباحث إسلام بحيري، لازم تسأل نفسك ليه خطاب ماكرون جلد ظهورهم؟ وليه الجلد المرة دي شديد للغاية؟
مستطردًا في تدوينة عبر حسابه بالفيسبوك، خليني أقف على أهم جملة في الـ ٤٧ دقيقة كلام لماكرون: "الإسلام دين يعيش أزمة في كل بقاع العالم"، وطبعًا هما صرخوا وناحوا وقالك أزمة ايه احنا أعظم شيء في كل شيء.
وتابع، طيب تعالى يا اسمك ايه أقولك مختصر الأزمة، لعلك تشوف نفسك في المرايه: الأزمة إن الإسلام اليوم هو النسخة المغلقة - الفقهية البشرية - على القرن الثالث الهجري فقط من فهم وتصور الإسلام، وليس مسموحًا بكلمة بعده تضاف أو تنقد أو تعدل أو ترفض أو تقبل أو تفهم، طيب مالها النسخة دي؟ هذه النسخة مشوهة " بكسر الواو " للإسلام ومشوهة " بفتح الواو " عن الإسلام، هي النسخة الفقهية التراثية البشرية للإسلام التي " لا علاقة لها بما في القرآن بأي شكل "، وتعالي أكتبلك ملخص سريع عنها.
وأوضح، إسلام القرن الثالث، صوّر الإسلام دينًا دمويًا فاشيًا يستبيح دماء كل من هو غير مسلم في الأرض بالغزو أو بالقتال أو القتل أو الإسلام قهرا أو بالجزيةـ إسلام القرن الثالث يرى الحق معه دون أي ديانة سماوية أخرى، فكل الديانات الإبراهيمية السماوية كافرة وكل تابعيها ومؤمنيها كفار كفرًا أكبر وقابعين في قعر النار، إسلام القرن الثالث صوّر كل الكتب السماوية التي أقر القرآن بصحتها، صوّرها مجرد كتب محرفة منتحلة مزورة، والقرآن فقط هو الكتاب الذي حفظه الله دون كتبه الأخرى، إسلام القرن الثالث يصور الجنة حكرًا خاصًا على المسلمين مهما بلغ ذنبهم أو ظلمهم أو قتلهم أو كوارثهم، لا مكان لغيرهم فيها مهما بلغ غيرهم من السمو والتدين والأخلاق والإنجازات التي خدمت البشرية وأسعدتها، فمكانهم جهنم لا مفر منها.
إسلام القرن الثالث يحتقر ويكفر ويبيح دماء ويهين كل الأديان وتابعيها وكتبهم السماوية، ثم يطالب أصحاب العمائم العالم باحترامه واحترام كتابه المقدس وعدم وصفه بالدين الإرهابي، إسلام القرن الثالث جعل الإسلام دولة تغزو وتقتل وتسبي النساء وتحل معاشرتهن كرهًا وقسرًا فإما القتل أو الإسلام أو الجزية، إسلام القرن الثالث جعل الخلافة الإسلامية أصلاً وهدفًا تباح فيه الدماء والفروج لقرون، وما بزال فروخ الإرهابيين من جهاديين ودواعش وإخوان وحتى المؤمنين الملتزمين يسعون ويحلمون بعودة هذه الخلافة، وهذا دستور داعش.
إسلام القرن الثالث صوّر العالم كله - بمعنى كله - ساحة جهاد للمسلمين، كل الناس مقتولة أو مستباحة، وكل المجتمعات لا يجب الاندماج فيها لأنها كافرة، بل كلهم لا يجب حتى مودتهم ويجب إضمار الضغينة في القلوب للعالم كله لأنهم أعداء الله.
إسلام القرن الثالث جعل الرجال لهم كل شيء، القوامة والميراث والأمر والنهي وتعدد الزواج والأفضلية العامة، وجعل النساء تابعات ذليلات مقهورات على الطاعة يوصمن بالنقصان والغباء ويشبهن بالحمير ويوصفن بالفتنة الضارة، ويؤمرن بلبس الخيام وعدم الاندماج في الحياة، حيث الجسد فتنة والصوت عورة والمشي في الطرقات يجعلها شيطان إن أقبلت أو أدبرت، وهي المنقوصة المتهمة دومًا من الختان ابتداء للحقوق والواجبات وملعونة من الملائكة ومضروبة من الأزواج لو قالت " لا ".
إسلام القرن الثالث جعل كل الدنيا على المرأة حرام، الخروج العادي حرام - التعليم المختلط حرام - الاشتغال بالفنون -أي فنون- حرام - ممارسة الرياضة أو احترافها حرام، السفر بغير محرم حرام - والزواج بدون ولي حرام، لكن الزواج في سن التاسعة لو كانت " سمينة اللحم " حلال، حتى اشتهاء الجنس كثيرًا، فالختان فرض لكي لا تشتهي العلاقة مع الرجل ولو كانت حلالا، حتى العطر حرام وزنا، كل مظاهر الحياة حرام، الضحك الجلسة المشية النظرة، كل المرأة حرام.
وأَضاف بحيري، إسلام القرن الثالث وتوابعه جعل كل معاملات العالم المعاصر الاقتصادية حرام، بنوك ..فوائد ..قروض..سندات ...شهادات ادخار.. تأمين ...حتى القروض الدولية حرام، كله حرام.
إسلام القرن الثالث وتوابعه حرم كل الفنون وكرهها وعاداها، فالرسم حرام والنحت حرام والتصوير حرام، والتمثيل حرام والسينما حرام والمسرح حرام، والأدب والرواية والقصة حرام والشعر حرام، حتى الفن الساخر حرام، أما الموسيقى والغناء فأفحش الفواحش ومزامير الشياطين ومهلكات الدين والملة.
إسلام القرن الثالث صور الدستور كفرًا والقانون كفرًا وندية لله، والديمقراطية إلحادًا بواحًا، إسلام القرن الثالث يكره كل شيء قديم أو مستحدث، يكره الفلسفة والفكر والمفكرين ويكره الطوائف حتى الإسلامية، الشيعة كفار ..الدروز كفار.. العلويون كفار.. الأزيديون كفار، وحتى الاتجاهات الفكرية، فالعلمانية كفر والحداثة إلحاد وكلها مؤامرات ماسونية على الإسلام.
إسلام القرن الثالث.. إسلام يكره الحياة كلها، إسلام يكره الناس جميعًا ويحتقرهم
والنساء بالأخص، إسلام مظلم، إسلام عدو لكل شيء وكل أحد.
وأختتم بحيري قائلاً: عرفت فين الأزمة يا اسمك ايه؟ الحل الوحيد هو التنوير والإصلاح وترك إسلام القرن الثالث للقرن الثالث، وفهم الإسلام من جديد كما أنزل في نصه أولا، ثم أقلمته - جعله يتأقلم - على عالم جديد وحر وعامر بالاختلاف ومليء بأشكال التعبير وجماليات الحياة.
لازم تسأل نفسك ليه خطاب " ماكرون " جلد ظهورهم ؟ وليه الجلد المرة دي شديد للغاية ؟ خليني أقف على أهم جملة في ال٤٧ دقيقة...
Posted by Islam Behery on Sunday, October 4, 2020