- مسلمى وأقباط "مطاى" يتفقون على انتخاب "شفيق" رئيسا للجمهورية
- قوى وحركات سياسية وشبابية تدعو "مرسى" للانسحاب والجماعة ترفض
- بالصور.."لاهوت الايمان" يحتفل بتخريج الدفعة العاشرة
- تقرير اعلامى: العدالة الاجتماعية وانتخابات الرئاسة في مقدمة القضايا التي اهتم بطرحها "الأقباط متحدون"
- منشور اخوانى بالمنيا : شفيق كافر لا يحكم بشرع الله
محمد السماك: خطر التطرف الإسلامي لا يُصيب المسيحيين فقط لكنه يصيب المسلمين أيضا
الدكتور "محمد السماك"، مفكر وصحفي لبناني مرموق، وهو أمين عام اللجنة الوطنية اللبنانية للحوار الإسلامي المسيحي، وعضو الفريق العربي للحوار الاسلامى-المسيحى. استقطع جزءًا كبيرًا من حياته في الحوار والتقارب مع الآخر. له مقال أسبوعي بجريدة "الشروق" القاهرية و "المستقبل" اللبنانية
اختص "الأقباط متحدون" بحوار على هامش احد المؤتمرات التي شارك فيها في القاهرة، وفى هذا الحوار يرد على هل تحول الربيع العربي الى ربيع إسلامي؟ وهل مخاوف المسيحيون من تصاعد التيارات الاسلامية الى سدة الحكم حقيقية ام مصطنعة؟ وتعليقه على تصاعد ظاهرة هجرة المسيحيين العرب؟ وهل هناك جدوى من الحوار بين أتباع الاديان؟ وكيف يمكن تفكيك خطاب الكراهية في العالم العربي؟
حاوره : عماد توماس
د. محمد السماك
• المشكلة في عالمنا العربي ليست في التنوع ولكن في غياب ثقافة احترام التنوع
• مخاوف المسيحيون حقيقية وليست مصطنعة، وتعبر عن قلق من المستقيل
• لا اؤمن بمبدأ التسامح بين الأديان لان المتسامح يشعر بفوقة تجاه المتسامح معه
• الهجرة المسيحية مرفوضة لأنها بلادهم كما هي للمسلمين
• لم نثور للتخلص من الاستبداد السياسي والأمني لنأتي باستبداد ديني
• ارفض الحماية والرعاية الاسلامية للمسيحيين فالدولة يجب ان ترعى جميع المواطنين
• لم يدخل الدين الدولة والا افسدها وأفسدته
• للتغلب على خطاب الكراهية يمكن العودة الى الثوابت الايمانية
د. محمد السماك...دعنا في بداية حديثنا ان تُعرف لنا ما هو مفهومك حول معنى الحوار؟
تعريفي للحوار هو فن البحث عن الحقيقة في وجهة نظر الاخر فعندما ابدا في حوار معك فانا أبدأ باعتراف اولا انى لا املك الحقيقة وثانيها انى ابحث عنها وثالثها انى قد اجدها في الرأي المختلف الذى اتحاور معه. لذلك احترم المختلف معه واحترم الاختلاف .
لذلك عندما نقول ان الاختلاف بين الناس سُنة الهية طبيعة لا يمكن الغائها وعندما نعرف الحوار بانة البحث عن الحقيقة وعدم الالغاء للآخر المختلف ونتمسك بهذه القيم والثوابت يصبح الحوار حياة يومية وليس عملية فكرية منعزلة عن المجتمع ، فحياتنا في المجتمع هي حوار يومي لذلك لا نحتكر الحقيقة ولا نلغى الآخر
هل هناك جدوى من الحوار خاصة في القاعات المغلقة المكيفة بعيدا عن الشارع؟
يجب أن ندرك أمرين رئيسين، الأمر الأول: هو أن المشكلة في عالمنا العربي ومنطقة الشرق الأوسط ليست في التنوع ولكن في غياب ثقافة احترام التنوع. فالتنوع الديني والمذهبي والعرقي والثقافي غنى لكن عندما لا تكون هناك ثقافة احترام للتنوع تصبح مشكلة.
فالحوار هو أداة لإقناع الناس باحترام التنوع فالاختلاف قائم ومستمر وسيبقى قائم ومستمر
الامر الثاني: لا يجب ان نفكر اطلاقا في الغاء الاختلاف وصهر المجتمعات في مجتمع واحد، ولكن يجب ان نعمل على ترويج واشاعة ثقافة احترام الاختلاف والعيش مع المختلف عنه كما يريد هو وكما يعرف عن نفسه
هل توافق على مصطلح قبول الآخر أم احترام الاخر؟
فيما يتعلق بعلاقة الاسلام بالمسيحية ، المبدأ الذى ادافع عنه دائما انطلاقا من ثوابت اسلامية وليس مجرد اجتهادات ان العلاقة الاسلامية المسيحية ليست علاقة تسامحيه، فلا اؤمن بمبدأ التسامح بين الأديان لان المتسامح يشعر بفوقيه تجاه المتسامح معه، وهذه الفوقية لا يمكن ان تقيم علاقات احترام وتوزان متساوية. فالعلاقة الاسلامية المسيحية قائمة على الايمان فالمسلم لا يكون مسلما الا اذا آمن بالمسيحية. فهذا الايمان بالمسيحية يشكل القاعدة الأساسية للحوار
لكن النظرة الدينية للمسلم عن المسيحية تختلف عن نظرة المسيحي للمسيحية؟
هذا صحيح، الايمان هنا بالمبدأ لكن تفاصيل الايمان يخص كل واحد فالمسيح في وجهة النظر الاسلامية هو كلمة الله وروح منه والمسيح أحيى الموتى وان مريم عذراء . فيمكن الانطلاق في الحوار من خلال هذه المبادئ المشتركة.
هل الحوار يمكن ان يتطرق الى العقيدة؟
العقيدة ثوابت، نحن نريد حوار حياة .نبحث في عقيدتنا عما يعزز هذا الحوار منها هذه الثوابت الايمانية، عندما اقول ان علاقتي مع المسيحي ليست تسامحيه فانا لا اتسامح مع المسيحي من نظرة استعلاء، لكن اؤمن به كصاحب رسالة وكمواطن مثلى مثل. هذا الامر يؤسس لعلاقة حقيقية.
بعد الثورات العربية هل تعتقد ان الوجود المسيحي في العالم العربي بات مهددا ؟
ما حدث في العالم العربي مؤخرا آثار مخاوف مسيحية، هذا المخاوف حقيقية وليست مصطنعة، وتعبر عن قلق من المستقبل إذا تولى الآمر في مصر او لبنان او سوريا متطرفون اسلاميون
انما خطر هذا التطرف لا يُصيب المسيحيين فقط لكنه يصيب المسلمين ايضا.
فهناك خوف مسيحي مبرر، وعدم الاعتراف بوجود هذا الخوف نوعا من الهروب وتعمية الحقائق، وسببه هو صعود الاسلام السياسي، هذا الخوف يقوم على استبدال الاستبداد الديني بالاستبداد السياسي الأمني وهذا أسوأ من ذاك ولذلك هناك خوف. ولا يجوز ان يترك المسيحيين وحدهم يواجهون هذه الحالة بدون مشاركة اسلامية مادام هذا الخوف مشتركا
وعندما يدرك المسيحيون ان هذا الخطر يصيب المسلمين ايضا وعندما يدرك المسلمين أن خوف المسيحيون خوفا حقيقيا وليس هروبا 0وعندما ندرك هذه الصورة من وجهتيها يُصبح أن يكون ضروريا لأن يكون هنا تعاون مسيحى-اسلامى ضد التطرف.
الهجرة المسيحية مرفوضة لأنها بلادهم كما هي للمسلمين ويجب أن تثبت أقدام المسيحيين .
نحن ضد الاستبداد الديني ولا نثور للتخلص من الاستبداد السياسي والأمني لنأتي بغير منه
لان الاستبداد الديني يصيب العقيدة. الاستبداد السياسي قبل الربيع العربي كان يشمل المسيحيين والمسلمين لأنه كان يشمل تعميم الظلم وهو ليس عدلا واسوأ انواع الظلم هو العدل الوهمي.
هل أنتم مع فكرة ان الاغلبية يجب ان تحتضن الاقلية؟
لا اؤمن بعملية الاحتضان والرعاية والحماية والذمية، فهذا قد تجاوزه الزمن. اؤمن بالقوة الوطنية والمساواة في الحقوق والواجبات.
اريد ان يتمتع المواطن مسيحيا او مسلما بحقوقه كاملة بصرف النظر عن دينة او مذهبة او عرقة
إما أن نقول أن المسيحين أقلية وعلى المسلمين حمايتهم أنا ارفض الحماية والرعاية الاسلامية من حيث المبدأ ، نظرية الرعاية كارثة، الدولة يجب ان ترعى المواطنين ونحن أمام قانون واحد نتساوى تحته، والدولة تحترم الاديان وحق العبادة وحقوق المواطن في اطار المساواة
هل انتم مع فكرة أن يكون للدولة دين؟
لم يدخل الدين الدولة والا افسدها وأفسدته فدخول الدين الدولة يفسد الدولة والدولة تفسد الدين
والنماذج كثيرة في العالم لا يوجد استثناء. الامام محمد عبده في مصر في اوائل القرن العشرين فصل بين الاسلام والحكم .
هل تعتقد ان الربيع العربي تحول الى ربيع إسلامي؟
عندما يُصبح التطرف الإسلامي هو الذى يقبض على السلطة لا استطيع ان اسمى الربيع العربي عربيا. لكن من الخطأ ان نعتبر ان ما تم حتى الان هو نهاية المسار فنحن في أول الطريق
ولم تقم اى حركة تغييرية والا مرت بمراحل عديدة قبل ان تستقر مثل الهزة الارضية بها هزات ارتدادية وهذا ما يحدث الان لم يستقر الوضع عند هذه المظاهر لذلك اعتقد ان المستقبل للعلاقة الوطنية التي تتجاوز الاحتكار سواء للحركات الاسلامية المتطرفة او غيرها.
كيف يمكن التغلب على خطاب الكراهية في المناهج التعليمية والإعلام؟
يمكن العودة الى الثوابت الايمانية ففي المسيحية عندما تدعو للمحية تقول "الله محبة" واحبو اعدائكم" نعطيها حقها في التربية والثقافة العامة فلا يمكن ان تكره من يدعوك دينه لان تحبه.
فهي ضد الكراهية.
وفى الاسلام يعتبر المسيحيين مؤمنين ويعتبرهم اقرب مودة للذين آمنوا ووصايا النبي الى مسيحي نجران في التاريخ الإسلامي-لا اعرف لماذا يتجاهلها كثيرا من المسلمين0 فهي تقول عن المسيحيين كلاما نبويا يتمنى اى مسيحي اى يراها في عقول وثقافة المسلمين نستلهم من هذه الثوابت الايمانية القدرة على الحوار والعيش المشترك
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :