سليمان شفيق
قال قائد باريس'> شرطة باريس ديدييه لالمان أمس الاثنين إن الحانات في العاصمة الفرنسية وضواحيها ستغلق أبوابها لمدة 15 يوما اعتبارا من اليوم الثلاثاء وذلك في إطار سلسلة القيود الجديدة التي تفرضها السلطات من أجل مكافحة فيروس كورونا، وستبقى المطاعم مفتوحة في "الساعات المعتادة"، إذا احترمت البروتوكول الصحي الجديد. وبالنسبة للمتاجر ومراكز التسوق، فستضع السلطات "مقياسا" لتقييم عدد الأشخاص المتخالطين كما سيتم تخفيض طاقتها الاستيعابية لفرد واحد كل أربعة أمتار مربعة
وأعلن المحافظ أنه سيتم إغلاق "المعارض" كذلك. وهذا يعني أن "المؤتمرات" أو "المعارض المهنية" أو "عروض السيرك تحت الخيمة" ، "لن يمكن إقامتها في الأسبوعين المقبلين"، بحسب لالمان
وأوضح في ما يتعلق بالأنشطة الرياضية، أنه سيتم إغلاق المسابح اعتبارا من الثلاثاء بالنسبة للكبار، لكنها ستظل مفتوحة للصغار "سواء في إطار المدرسة أو ضمن نشاطات الجمعيات أو بشكل خاص". وأشار إلى أن "جميع التجهيزات الخارجية"، من ملاعب وميادين التدريب "يمكنها أن تبقى مفتوحة شرط أن تضم أقل من ألف شخص أو 50 بالمئة من طاقتها الاستيعابية القصوى إذا كانت أقل من هذا الرقم البالغ ألف شخص".
وكان مكتب رئيس الوزراء الفرنسي قد صرح اول امس الأحد أنه سيتم وضع باريس ومنطقتها في حالة "تأهب قصوى" وفرض مزيد من الإجراءات الاحترازية تستمر 15 يوما اعتبارا من الثلاثاء جراء الارتفاع الملحوظ في عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا. وتعني حالة "التأهب" القصوى اتخاذ إجراءات تقييدية إضافية بالنسبة للأماكن العامة.
واضاف اعتبارا من الثلاثاء، سيتم وضع باريس ومنطقتها في حالة "تأهب قصوى"، هذا ما صرح به مكتب رئيس الوزراء الفرنسي الأحد مضيفا أن الارتفاع الملحوظ في عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا هو السبب وراء فرض مزيد من الإجراءات الاحترازية.
وقال مكتب رئيس الوزراء إن حالة التأهب القصوى تعني اتخاذ إجراءات تقييدية إضافية بالنسبة للأماكن العامة وسوف يتم الكشف عنها بالتفصيل في مؤتمر صحفي. وأضاف المكتب أن الإجراءات التقييدية الجديدة ستنفذ اعتبارا من الثلاثاء وتستمر 15 يوما.
وكانت فرنسا قد سجلت الأحد 12565 إصابة جديدة بفيروس كورونا خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية نزولا من حصيلة إصابات اليوم السابق التي كانت رقما قياسيا جديدا.
وقالت وزارة الصحة إن عدد الإصابات الإجمالي منذ بدء الجائحة ارتفع إلى 619190 حالة.
وسجلت فرنسا ما يقرب من 17000 حالة إصابة جديدة السبت. وزاد إجمالي عدد حالات الوفاة إلى 32230 بعد وفاة 32 بالمرض
وهناك 4264 حالة إصابة جديدة خضعت للعلاج بالمستشفيات في الأيام السبعة الماضية من بينها 893 في وحدات العناية المركزة.
وتنظيم كل الوسائل الاحترازية في باريس بفعاليات "الليلة البيضاء" الثقافية التي عادة ما تمتد طيلة الليل وإلى طلوع شمس الصباح، غير أن الظروف الاستثنائية الراهنة بسبب تفشي فيروس كورونا دفعت بالقائمين على التظاهرة باتخاذ تدابير استثنائية من قبيل عرض الأعمال الفنية في الهواء الطلق والحد من عدد الحارضين أمام الأعمال الفنية، كما لم تنتظم الكرنفالات المعتادة.
لم تتلقي فرنسا غزو من كورونا بل ضربتها عاصفة ايضا:
وصلت الأحد حصيلة قتلى الفيضانات الغزيرة التي ضربت مناطق في فرنسا إلى أربعة أشخاص بالإضافة إلى عشرات المفقودين ، ولم يخف رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستكس "القلق البالغ" إزاء الحصيلة النهائية للعاصفة.
مخلّفة مشاهد خراب وتاركة مئات الأشخاص بدون مأوى.
وتواصلت جهود الإغاثة الأحد لمساعدة المتضررين بعد يومين من فيضانات "خارجة على المألوف" والبحث عن المفقودين.
وأعلن برنار غونزاليز محافظ مقاطعة آلب ماريتيم الأحد "ما نعيشه خارج على المألوف، نحن معتادون على رؤية صور كوارث مماثلة في قارات أخرى، ونشعر أحياناً بأننا غير معنيين بها، ولكن الآن، إنها شيء يطاولنا مباشرة".
وفي سان مارتان فيزوبي وهي قرية يبلغ عدد سكانها 14 ألف نسمة والواقعة في جبال لا تصل إليها السيارات في شمال نيس .
إجلاء المنكوبين
وتمت تعبئة مروحيات للشرطة والجيش والدفاع المدني، توالى وصولها إلى الأماكن المتضررة شمال نيس لإحضار المياه والطعام وإجلاء المنكوبين.
وأحضر عناصر دفاع مدني معدات إنقاذ حملوها على ظهورهم فيما عبروا سيراً طريقاً ضيقاً ممتلئاً بالحجارة التي انهارت جراء رداءة الأحوال الجوية.
"القلق البالغ"
ولم يخف رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستكس "القلق البالغ" إزاء الحصيلة النهائية للعاصفة
ويجري البحث عن أفراد انقطع معهم الاتصال منذ مساء الجمعة في ألب ماريتيم، فضلاً عن المفقودين الآخرين الذين أعلن عنهم حتى الآن.
وقال محافظ المنطقة "أريد أن أبعث برسالة أمل بشأن هؤلاء الأشخاص"، متابعاً "لا يعني أن عدم معرفة أقربائهم لأخبار عنهم أن هؤلاء قد فقدوا في العاصفة".
ولا يزال التواصل صعباً جداً عبر الهاتف مع عدد من بلدات ريف نيس.
وأعلنت سلطات المقاطعة إرسال عسكري وعنصر في الدفاع المدني وموظف في إدارة المقاطعة لمساعدة رؤساء بلديات تلك القرى المعزولة.
وخلال ليل السبت، أمنت السلطات مأوى لمئتي شخص. وفي نيس، فتحت مراكز إيواء واستعين بحافلات وسيارات أجرة لمساعدة المنكوبين.