بقلم : عبد المنعم بدوى
اليوم فى ذكرى حرب أكتوبر ... أنحنى تعظيما وإجلالا لجنود سريتى ، السريه الأولى من الفوج 21 دفاع جوى ، هؤلاء الجنود الذى شرفت بالحرب معهم ، وواجهنا سويا أحلك الظروف والمواقف ، حيث أستشهد بعضنا وكان بعضنا ينتظر ...
هؤلاء الجنود .. عبد الله وعبد المسيح ، شنوده ومصطفى ، محمد و جريس .... هؤلاء أناس يوم جاء يوم الزود عن الوطن وتحرير الأرض أمهاتهم لم تتراجع ، ووهبتهم شهداء فداء للوطن ... ذهبوا الى خطوط القتال الأماميه بكل شجاعه ورضى بالمقسوم ، تحملوا ويلات الحرب ، وأقسموا أن لايعودوا إلا بالنصر أو الشهاده .
عاشوا على هامش من الحياه ، وهامش من الموت ... أشخاص بسطاء من الفلاحين والصعايده ، يملأون الدنيا حياه ، ولا يؤثرون فى الحياه نفسها ، هؤلاء هم المجهولون الذين حاربوا والذين مات نصفهم فى الحرب ، والذى عاش منهم عاش محروم من أدنى حقوق الإنسان ، محروم من تعليم جيد ومن عيشة كريمة عادلة ، ومن وظيفه محترمه ، ومن معاش يضمن له حياه كريمه بعد التقاعد ، لم يبحثوا عن منصب أو وزاره ، لم ينهبوا من المال العام .
هم الأن يقضون أيامهم فى العلاج والبحث عن لقمة العيش ... تجدهم الأن فى ساحات المساجد وأروقة الكنائس ، والمستشفيات ، وشرفات المنازل ، وأمام التليفزيون .. ينتظرون الموت فى صمت مهيب لاتدرى هل علموا بإقترابه أم سيباغتهم كما باغتتهم الحياه بكل ما فيها .
أعظم تحية وإجلال لجنودى العظام ، الشهداء منهم والأحياء " ملح الأرض " الذين رووا بدمائهم الذكيه الأرض ، بكل عزه وكرامه.