بقلم: ميلاد منير
تفوق الاخوان عن  باقي القوى السياسية خلال الثورة المصرية،  لربما كان  يستشعر قيادات الاخوان  بان نظام مبارك  اصبح هش ،  لكنهم  لم  يشتركوا فى الثورة منذ اللّحظات الأولى. وقد احتلت الجماعة مكانة لابأس بها  وسط  القوي الثورية لأسباب عدّة، منها
1- أن الرئيس السابق حسني مبارك قد وظفها طوال فترة حكمه فزّاعةً على المستوييْن الداخلي والخارجي، واعتبارها البديل الوحيد عن نظامه و عن الدولة المدنية المصرية معاً، فحظيت بمكانة المضطهد المستحقّ للتعويض,
2-  كما أنّ الجماعة ذات بناء تنظيمي تاريخي يزيد عمره على ثمانين عاماً, وتمتد دولياً عبر التنظيم الدولي للإخوان المسلمين .. تحركت الثورة  فى اتجاه كله  يصب فى مصلحتها كجماعة محظورة لها اطماع  فى الحكم والسلطة بعد  ان  كانت
3- وهذا التعاطف مؤسَّس على نوعين من الجهد: أحدهما دعوي ديني والثاني اجتماعي تغلغل في النّسيج المصري من دون منافس مستخدماً المرجعيّة الإسلامية,  
4- أنّ جماعة الإخوان لها من الخبرات السياسية في التعامل مع نظم الحكم كلها, ومع القوى السياسية ما لا يُستَهان   بتأثيراته وانعكاساته على المعادلات السياسية
 
5-  الخوف الغربى من  الدولة الدينية وما تشكله من خطر على توازن القوي فى منطقة شرق اوسط  او تهديد  مصالح اسرائيل  وهو امر يؤخذ فى الاعتبار  
اما  بالنسبة  لموقف الاخوان من الثورة فهو  موقف فى بدايته راجع  لايدلوجيتها الفكرية .. وحالة الارتباك فى الموقف وكيفيه  استغلاله  فالثورة تنادي – بديمقراطية – حرية عدالة  اجتماعية وهذا شئ غريب على الاخوان وغريب عن  طريقة اعتصاماتهم المشهورة  وهى رفع المصاحف  والاعلام الخضراء وشعار الاسلام هو الحل لذلك   لم نري الاخوان كتيار سياسى فى التظاهرات  الا يوم   الجمعة28 يناير قبل ذلك   كان وجودهم  غير مرتبط  بمكتب الارشاد  او لاتجاهات شخصية  نابعة من افراد الجماعة.     

"لكن هذا الأداء السياسي للإخوان لم يُقنعْ النّواة الصلبة للدولة المصرية في مؤسّساتها المختلفة بوزنهم الهامشي في تصعيد الأحداث، مستندين في ذلك إلى عقود من المواجهة بين الطرفيْن، وإلى ملاحظة أن عمليات إحراق أقسام الشرطة ومباني أمن الدولة قد تمّت في توقيت واحد في جميع المحافظات, فضلاً عن تأمين الإخوان جزء مهم من الإمدادات اللوجستية في ميدان التحرير"
(د. أمانى الطويل -  المركز العربى للابحاث  للدرسات  السياسية)*  

وتذهب بعض الاراء ان موقعة الجمل ربنا تكون تمت بيد  من  الاخوان وبتخطيط ممنهج  وتوازانات مع  المجلس العسكري الا ان هذا غير مؤكد  حتى الآن  ولكن ما  يمكن  قوله ان موقعة الجمل جاءت بعد  خطاب مبارك  العاطفى  مما اثار التساؤلات  عما اذا كان هو المتسبب ام من  لكن  الواضح والمؤكد ان جماعة الاخوان  خلال الثلاثين عام اخترقت مجالات عده وحساسة فى القضاء وفى  المخابرات فى قيادات الجيش  مما قد  يدفع  بالقول انها تتحمل مسئولية  لابأس بها  من قتل المتظاهرين .  ؟   ولا تنسوا الدور الهام  الذى لعبته قناة الجزيرة  فى  تهييج  الراي العام وتوجيهه للنزول الى الشارع  كما لعبت دور مهم  فى التلويح  بمظاهر الدولة  الدنية واللعب بهذه الورقة   

   اعتباراً من جمعة الرّحيل في 4 / فبراير , والتي بدا أنّهم تجاهلوا ما أثمرته الثورةفى  صالحهم   من معادلات جديدة على السّاحة المصرية,  انغمسوا كالعادة في حساباتهم الضيّقة والخاصّة بالجماعة بغضّ النظر عن تأثير هذه الحسابات في المسار الوطني العام، (طظ  فى مصر )  وعن دورها في كبْح آمال الثوار في الوصول بمصر إلى محطة الديمقراطية الحقيقية شرعوا    في تنظيم تظاهرات إخوانية منفصلة ترفع شعاراتهم الدينية في كل من الإسكندرية وأسيوط في الصعيد,وفى قنا  علاوة على حوادث منفردة لرفع المصاحف في ميدان التحرير. وهو ما يمكن تفسيره، على الأرجح، في إطار رغبة الإخوان في معرفة مدى استعداد التربة المصرية في أثناء الثورة لتقبل دولة دينية في مصر  ؟ .

  وجاءت تصريحات الاخوان على الفضائيات خلال جمعة الرحيل معبرة عن تصوّرات منفردة في شأن تعديل بعض بنود الدستور , ولا سيّما أن بعض هؤلاء ذكّر بنضاله منذ ثمانين عاماً في مصر. وأكّدت هذه الخطب التعهّد بعدم الترشّح لمنصب رئيس الدولة, والاكتفاء بثلث مقاعد البرلمان في الانتخابات المقبلة  . بداية من عدم  التاكد  والمراوغة والكذب   ؟!!!      -------نكمل بعدين ------