كتب – روماني صبري
تحتفل الكنيسة الكاثوليكية بمصر، اليوم الأربعاء بعيد تذكار القديسة مريم البتول سيدة الوردية، الذي أقامه البابا بيوس الخامس عام 1573، تخليداً لانتصار المسيحيين في معركة ليبانتو باليونان بمساعدة من العذراء الذين استنجدوها بتلاوة الوردية، وكان ذلك عام 1571، والتي أوقفت تقدمَ الإمبراطوريةِ العثمانيةِ نحو الغرب.
بحسب المكتب الإعلامي الكاثوليكي القبطي، عَزا الحبرُ الأعظمُ هذا النصرَ لمعونَةِ العذراءِ مريم التي ﭐستَنجَدَها المؤمنونَ بتلاوةِ صلاةِ الورديّة ومن شأن هذا العيد، وعليه نرى أن السبحة الوردية هي في حقيقتها صلاة إنجيلية تدور حول السيد المسيح.
إن وردية العذراء مريم التي انتشرت تدريجياً خلال الألف الثاني بإلهام من الروح القدس، هي صلاة أحبها العديد من القديسين، وشجعتها الكنيسة، أنها ليست تسبيحاً للعذراء بل تسبيحاً لله مع مريم العذراء التي قالت: "تعظم نفسي الرب"، والتكرار فيها إعلان متجدد يعبر عن حب المؤمنين لوالدتهم الروحية.
نستطيع أن نقول أن الروح القدس يدفعها كي تتقدم إلى الإمام للتعرف على السيد المسيح واختبار عمق حبه، ولتعلن للعالم أن المسيح هو الرب والمخلص وأنه الطريق والحق والحياة، وأنه محور التاريخ والحضارة والسلام.
نستطيع أن نطلب شفاعتها من ابنها يسوع ليمنحنا النعمة واليقين والثبات، كما شفعت في عرس قانا الجليل، فهي بحق أم مسيحنا ومخلصنا وأمنا حيث أوصاها ابنها بنا في الصليب، وأعطانا إياها من خلال شخص يوحنا الحبيب.
من خلال سيدة الوردية نعرف كيف نصلي ولمن نصلي ولماذا نصلي، نعرف كيف نركز صلاتنا على حياة يسوع الناصري وموته وقيامته من خلال إسرار الفرح والنور والحزن والمجد .
وإذا صلينا الوردية بطريقة تأملية نستطيع أن نسير مع سيدة الوردية، نحو المسيح ابنها الذي حملته لنا، فهي البلسم والراحة ومنهل الرجاء والأمل الوضاء وهي المرشدة والحنونة والشفيعة.
لنصلي من اجل رهبنة الوردية المقدسة التي انطلقت بالكنيسة بامرها لتستمر برسالتها السامية بزهد وعفة وقوة وشموخ ورجاء واستقامة على درب المسيح.
عيد سيدة الوردية هو نداء إلى الفتيات للإقبال على الحياة الرهبانية للعمل من اجل المسيح كما انه دعوة للمؤمنين للتضحية من اجل المسيح والثبات بمحبته كما انه نداء إلى أمنا النقية العذراء لتؤتينا الحصانة والسلامة والنجاة ولتعلمنا الخدمة والطاعة والتواصل مع الله خاصة في هذه الظروف الصعبة من حياتنا.