سليمان شفيق
قضية فلسطين عادلة، محاميها فاشلون والإسرائيلية غير عادلة لكن محاميها ناجحون.
في حملة جديدة من امراء سعوديين انتقد الرئيس السابق للاستخبارات السعودية وسفير المملكة السابق لدى الولايات المتحدة الأمير بندر بن سلطان بن عبد العزيز القيادة الفلسطينية بعد أن وجهت هذه القيادة انتقادات حادة للامارات والبحرين بسبب تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
وقال سفير المملكة السابق لدى واشنطن، ضمن "وثائقي مع بندر بن سلطان" بثت الحلقة الأولى منه على شاشة "العربية" مساء أمس، إن انتقادات السلطات الفلسطينية للاتفاق "غير مقبولة".
كما اعتبر أن "قضية فلسطين عادلة، لكن محاميها فاشلون والقضية الإسرائيلية قضية غير عادلة لكن محاميها ناجحون. وهذا يختصر الأحداث التي وقعت في الـ75 سنة الماضية".
إلى ذلك، رأى أن " القيادات الفلسطينية يراهنون دائما على الطرف الخاسر... وهذا له ثمن".
وذكّر بالدعم الذي قدمه ملوك السعودية المتعاقبون على مدى عقود للقضية الفلسطينية، وقال إنه على الشعب الفلسطيني أن يتذكر أن المملكة كانت دائما حاضرة لتقديم المساعدة والمشورة.
وعن رد فعل القيادات الفلسطينية على الاتفاقين المذكورين مع إسرائيل، قال: "ما سمعته مؤلم... لأنه كان متدني المستوى وكلام لا يقال من قبل مسؤولين عن قضية يريدون من كل الناس أن يدعموهم فيها".
وتعليقا على المقابلة، وصف وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات، أنور قرقاش، حديث المسؤول السعودي السابق بالحصيف والصريح، لا سيما وأنه صادر عن شخصية ملمة ومطلعة على تفاصيل وخفايا العديد من الأحداث.
كما أكد أن الواقعية والصراحة مطلوبة في منطقة عانت من قلة العمل وكثرة الكلام.
يذكر أن الإمارات كانت أعلنت في 13 أغسطس الماضي عن اتفاق بينها وبين إسرائيل. وأفادت في بيان مشترك نشرته وكالة الأنباء الإماراتية في حينه بأنه تم الاتفاق بين الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، والرئيس الأميركي دونالد ترمب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في اتصال هاتفي على مباشرة العلاقات الثنائية الكاملة بين إسرائيل والإمارات.
وعن رد فعل القيادات الفلسطينية على الاتفاقين المذكورين مع إسرائيل، قال: "ما سمعته مؤلم... لأنه كان متدني المستوى وكلام لا يقال من قبل مسؤولين عن قضية يريدون من كل الناس أن يدعموهم فيها".
وتعليقا على المقابلة، وصف وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات، أنور قرقاش، حديث المسؤول السعودي السابق بالحصيف والصريح، لا سيما وأنه صادر عن شخصية ملمة ومطلعة على تفاصيل وخفايا العديد من الأحداث.
كما أكد أن الواقعية والصراحة مطلوبة في منطقة عانت من قلة العمل وكثرة الكلام.
ويرى الكاتب والباحث السياسي، عبد الله الجنيد، أن الأمير بندر بن سلطان، عبر عن موقف كافة الخليجيين الذين يرفضون الإساءة لدولتين من دول مجلس التعاون.
وأضاف الجنيد في حديث مع موقع "سكاي نيوز عربية"، أن الكل كان يترقب هذا التصريح، نظرا إلى حنكة الرجل ومسيرته المهنية الحافلة في السياسة.
ويرى الباحث أن الدول الخليجية لن تتخلى عن القضية الفلسطينية رغم تواتر هذه الإساءات من السلطة الفلسطينية التي فشلت في الدفاع عن قضيتها.
وشدد على أن الدول الخليجية تقيمُ فرقا بين القيادة الفلسطينية، من جهة، والشعب الفلسطيني، من جهة أخرى، لأن دعم القضية مبدأ راسخ ولن يتزحزح.
وأورد الجنيد أن السلطة الوطنية فشلت في تحقيق مشروع سياسي ينهض بالإنسان أو يجلب أي فائدة للشعب، ولذلك السبب، اختارت أن تهرب إلى الأمام عندما جرى إبرام اتفاق السلام مؤخرا.
وحينما سئل الجنيد عن خطوات السلطة الفلسطينية عقب السلام، مثل الهرولة صوب أطراف مناوئة للدول العربية وأمنها مثل تركيا، قال الجنيد إن هذه الخطوة تكشف واقع الفشل.
وذكر أن اجتماع الفصائل الفلسطينية في بيروت، مثلا، وصل إلى حد اللقاء مع أطراف مصنفة ضمن قائمة المنظمات الإرهابية مثل حزب الله.
ووصف هذه الخطوة بالانخراط في الدور التدميري الذي تقوم به إيران في منطقة الشرق الأوسط منذ 2003، فضلا عن الدور الذي تضطلع به تركيا قبل اندلاع أحداث 2011 في عدد من الدول العربية.
وأكد الجنيد أنه على منظمة التحرير الفلسطينية أن تعي أن موقف بندر بن سلطان يجسد الرؤية الخليجية.
أخطاء السلطة:
من ناحيته، يرى الكاتب والباحث السياسي، أحمد الركبان، أن المملكة العربية حرصت على تقديم الدعم بسخاء للقضية الفلسطينية منذ نشأتها قبل مدة تزيد عن 90 عاما.
وأورد أن الرياض جعلت القضية الفلسطينية أساسا التعامل مع المنابر الدولية، كما ضمنت تسليم الرواتب والدعم الدولي للشعب الفلسطيني، ولم تسمح يوما بالنيل من حقوق الفلسطينيين.
وأورد الركبان، في حديث مع موقع "سكاي نيوز عربية"، أن ما قامت به حركتا فتح وحماس عبر الارتماء في حضن إيران وتركيا، مؤخرا، يكشف أن الطرفين "مسيطر عليهما".
وأضاف أن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، يتاجر بالقضية الفلسطينية علما أن بلاده تتعاون بشكل وثيق مع إسرائيل، على كافة المستويات.
لكن هذا الموقف المسيء الذي صدر عن السلطة الفلسطينية لن يجعل دول الخليج تنصرف عن القضية، بحسب الركبان، لأنها ما زالت أساسية في سلم الأولويات.
ويشير الركبان إلى أن ما يغيب عن أذهان كثيرين هو أن الدول الخليجية والعربية هي التي تحافظ على القضية الفلسطينية فيما انصرف قادة السلطة الفلسطينية إلى هواجس المال وإقامة المشاريع.
ويرى الباحث السعودي أن هؤلاء الذين انصرفوا عن هموم الشعب الفلسطيني هم الذين باعوا القضية في الواقع، وليس الدول الخليجية التي حرصت دائما على الوقوف بجانبه، رغم أخطاء السلطة وزلاتها.
الموقف الخطأ:
ويرى أستاذ العلوم السياسية، حسن سلامة، أن السلطة الوطنية الفلسطينية لم تقرأ الموقف بصورة جيدة حين اختارت أن تناوئ دولتين أبرمتا معاهدة سلام مع إسرائيل.
وقال سلامة في حديث مع موقع "سكاي نيوز عربية"، إن موقف دولة الإمارات قدم دعما للقضية الفلسطينية ولم يكن بحثا عن مصلحة ذاتي.
وأضاف أن النحو الذي تصرفت به السلطة الفلسطينية لا يساعد على حل القضية، مضيفا على القادة أن يكونوا أكثر مواكبة وتطورا مع المستجدات
وأشار إلى أن اتفاق السلام المبرم بين دولة الإمارات وإسرائيل أسدى خدمة كبيرة للفلسطينيين حينما أوقف عملية ضم أراض فلسطينية.
ويرى سلامة أن الأجدر بالسلطة الفلسطينية هو أن تبادر إلى الاستفادة مما تحقق والبناء عليه، عوض الارتماء خارج المحيط الخليجي والعربي.
وأورد أن من يعرقل تسوية القضية الفلسطينية هو الفهم الخاطئ من جانب السلطة، وشدد على ضرورة أن تعود إلى المحيط العربي، لأن خطوة السلام قدمت منطلقا للتفاوض والسير نحو الحل.
وقال الأكاديمي المصري إن السلطة الفلسطينية محتاجة إلى هذه العودة، لأن الأطراف الإقليمية التي تستغل القضية مثل إيران وتركيا تسعى إلى تحقيق مصالح ذاتية، في حين تدعم الدول الخليجية والعربية القضية الفلسطينية إيمانا بمبدأ راسخ.