كتب – روماني صبري
اصدر المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس بالقدس، بيانا جديدا، جاء نصه :
صمودنا في هذه المدينة المقدسة هو في استمرارية وجودنا وتماسك مجتمعنا وتكريس ثقافة السلم الأهلي والوحدة والأخوة بين كافة مكونات هذا الشعب المرابط والصامد في هذه البقعة المقدسة من العالم .
ان مظاهر العنف وجرائم القتل التي نلحظ وجودها في اكثر من مكان من احياء مدينة القدس وغيرها من المدن والبلدات الفلسطينية انما هي ظاهرة خطيرة تدل على ان هنالك خللا ثقافيا تربويا يجب ان يعالج .
ان ثقافة الانتقام والكراهية والرغبة في استعمال السلاح والعنف انما هي امور في غاية الخطورة وتحتاج الى معالجة تبتدأ من دور العبادة والمدارس والمؤسسات التعليمية وكذلك وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام المختلفة ناهيك عن الدور الذي يجب ان يكون به رجال الاصلاح ورجال الدين والشخصيات الوطنية والاعتبارية.
هنالك خلل تربوي يجب ان يعالج وهنالك شريحة من شبابنا تعتقد بأنه من خلال القوة والعنف والسلاح وثقافة الانتقام انما هم قادرون على تحقيق ما يريدون .
وفي المقابل هنالك من يتحدثون عن الرادع الذي يمنع ظاهرة القتل فالبعض يتحدثون بأن القاتل يجب ان يُقتل ويجب ان تكون هنالك اجراءات عقابية بحق عائلته او عشيرته كوسائل رادعة وانا اعرب عن تحفظي على هذه الأفكار لان القتل سوف يؤدي الى القتل والانتقام سوف يؤدي الى الانتقام والعنف سوف يؤدي الى العنف ونحن نريد محاصرة هذه الظاهرة وذلك بأساليب تربوية تعليمية تثقيفية أخلاقية وإنسانية .
نحن بحاجة الى اطلاق مبادرات تربوية خلاقة وجريئة رافضة لمظاهر الكراهية والانتقام والعنف في مجتمعنا .
فبالتوعية والتربية نواجه ظاهرة العنف اما ان يقال بأن القاتل يقتل فهذا ليس حلا بل يمكن أن تكون تداعياته خطيرة على مجتمعنا وقد يؤدي أيضا إلى اتساع رقعة العنف وجرائم القتل .
وهنا يجب ان نطلب من السلطة الوطنية ان تقوم بدورها فأين هو القانون واين هي المسائلة وما هو الدور الذي يجب ان تقوم به المدارس والمؤسسات التعليمية في هذا المضمار ؟ ان انتهاء كل جريمة قتل بعطوة وفنجان قهوة لن يحل المشكلة مع إننا نقدر ونثمن دور رجال الإصلاح والعشائر الذين يتدخلون في الوقت المناسب وفي الطريقة المناسبة ولكن يجب ان نفكر بحلول جذرية حتى لا نصل إلى العنف والى القتل والى استهداف الأبرياء بدم بارد.