محمد أبوقمر
كيف تستطيع المرأة التي لا يمكنها أن تستر عرضها بنفسها أن تستر الوطن؟!! ، وما الذي يمكن أن تفعله امرأة تريد أن تدخل البرلمان بحثا عن الستر وهي تحمل جزمة رجل فوق رأسها؟؟!!.
عضو البرلمان سواء كان رجلا أو امرأة يدخل البرلمان حاملا فوق رأسه قضايا شعب بأكمله بنسائه ورجاله وأطفاله وشيوخه وعجائزه ...الحرية ...تكافؤ الفرص....رد الاعتبار للمرأة واحترامها من حيث كونها إنسانة تملك عقلا مساويا لعقل الرجل حجما ووزنا وفي إمكانها أن تفكر وتفعل كل ما يمكن للرجل أن يفكر فيه أو يفعله وقد تتفوق عليه ، العيش الكريم....الأمان والطمأنينة....التعليم الجيد .....الصحة المثالية.....السكن الآدمي اللائق.....وفوق ذلك وغير ذلك المساااااااواااااااااه.
عضو البرلمان رجلا كان أو امرأة يدخل البرلمان باحثا عن أفضل السبل التي تؤدي إلي ستر الوطن والحفاظ علي توازنه وحمايته من الانزلاق في فضيحة الفقر والفرقة وانحطاط قيمه الأخلاقية والإنسانية.
الست المرشحة البرلمانية التي تتحدث عن ستر العرض وحمل أحذية الرجال قد لا تعرف أن أمينة زوجة سي السيد وهي تقوم بإطلاق البخور حوله لحمايته من الحسد قبيل خروجه من البيت في طريقه إلي أحد بيوت الدعارة ، لم تكن تنظر إليه كشخص يستر عرضها ، وإنما كشريك يقاسمها مسئولية الحفاظ علي أمان البيت واستقراره ، أمينة زوجة سي السيد لم نرها تحمل حذائه فوق رأسها كي تعيش ، وإنما كانت تحمل هم البيت كله بمن فيه زوجها وكان البخور وسيلتها كي يظل البيت مستقرا تسوده المحبة والوئام.
فإذا كانت قضية إحدي النساء المرشحات للبرلمان هي ستر العرض وحمل حذاء الرجل فوق رأسها فلا بأس ، هذه هي قضاياها الشخصية ، وليست قضايا الوطن ، والبرلمان ليس المكان المناسب علي الإطلاق لواحدة تري نفسها علي هذه الصورة من الضعف والهوان ، البرلمان الذي هو صوت الأمة المصرية وضميرها ليس المكان المناسب لامرأة تري عرضها يظل مكشوفا وعاريا ومفضوحا إلي أن يتطوع رجل بستره ، فنساء الوطن لهن قضايا أخري تتصل بالكرامة كي يتمكنّ من أداء دورهنّ في تربية أبناء مؤهلين للنهوض بهذا الوطن.