إن كانت أفضل الأفكار تأتيك في أوقات الاستحمام، فأنت لست وحدك كما يؤكد العلماء، إذ يبدو العقل أكثر استعدادا للخوض في أفكار إبداعية خلال وقت غسل الجسم بالماء، لأسباب مختلفة نكشف عنها الآن.
تحقيق قاعدة عدم التفكير المفيد
بينما يسترخي الجسم عند الاستحمام دون رغبة صاحبه في التفكير، فإن الأفكار الإبداعية تأتي دون توقع، هذا ما يتأكد بدراسة أجراها باحثون من جامعتي نورث وسترن ودركسل بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث بدا من الواضح أن الوصول لحلول للأزمات العالقة في الذهن، غالبا ما يحدث في أوقات لا نسعى فيها للتفكير على عكس المتوقع، لذا يبدو الاستحمام الذي لا يحرص فيه المرء على وضع الخطط والحلول هو الوقت الأنسب للحصول على أفضل الأفكار.
رفع إفرازات الدوبامين
يعمل الاستحمام من الناحية الذهنية على زيادة إفرازات الدوبامين، وهو الناقل العصبي المسؤول عن رفع مستويات الحماس والتركيز، ومن ثم يساهم في تحسين وظائف المخ وتقوية الذاكرة، إلا أنه يعمل بشكل مباشر في تلك اللحظات من الاستحمام على تدفق الأفكار الإيجابية للعقل.
زيادة الاسترخاء وتقليل التوتر
لا يحتاج الأمر إلى الكثير من الشرح والتحليل، حيث تبدو فرص الخروج بأفضل الأفكار المبتكرة أعلى كثيرا عند الإحساس بالاسترخاء وعدم التوتر، لذا تأتينا الأفكار الإيجابية أغلب الأوقات عند الاستحمام، حين نشعر بالهدوء والراحة وتقل لدينا المشاعر السلبية المتنوعة بين الضيق والقلق والتوتر.
عدم التشتت
بإمكان الاستحمام أن يمنح الجسم المزيد من الدوبامين المحفز، وكذلك الاسترخاء والهدوء المطلوب، إلا أن تلك ليست المميزات الوحيدة لتلك الدقائق من الاستحمام، نظرا لأنه يمد الشخص كذلك بفرصة عدم التشتت تماما، فبينما يبدو العقل مشغولا بالعمل والدراسة، بل ويبقى حتى مشغولا في أوقات الراحة باستخدام الهواتف والأجهزة الإلكترونية، فإن الاستحمام يعمل على تجديد نشاط المخ الذي يجد فرصته أخيرا في الاسترخاء التام والانشغال عن أمور الحياة المختلفة، ليصبح أكثر قدرة على العطاء.
الاستفادة من النعاس
بينما يحرص الإنسان في العادة على الاستحمام فور الاستيقاظ قبل الاستفاقة الكاملة، أو قبل الذهاب للفراش أثناء الشعور بالرغبة في النوم، فإن فرص الحصول على أفضل الأفكار تبدو مرتفعة للغاية، نظرا لأن حالة النعاس ترتبط بشكل أو بآخر بالأفكار الابتكارية، ما يفسر التفكير الإيجابي الذي يصيب المرء عند الاستحمام قبل النوم مباشرة.