الأقباط متحدون | علمانية الخلافة و علمانية أتاتورك 1/2
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٥:٠٨ | الخميس ٧ يونيو ٢٠١٢ | ٣٠ بشنس ١٧٢٨ ش | العدد ٢٧٨٤ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

علمانية الخلافة و علمانية أتاتورك 1/2

الخميس ٧ يونيو ٢٠١٢ - ٤٠: ٠٢ م +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم: محمود عرفات

في أوراق الإسلام السياسي نقرأ جُمل الاستعانة بتراث نظم الخلافة التي يرون أنها حوت رؤيتهم السياسية -و هذا غير صحيح- و كنتيجة لذلك يطرحون برامج عامة مناهضة للحداثة و العلمنة و مدنية الدولة مدعين إتفاقها مع النظم الإسلامية -الخلافة الاسلامية- و لذلك رأيت أن أرد بطرح النموذج الاحدث للخلافة و الاقرب تطبيقيا للعصر و هي خلافة العثمانيين الاتراك التي هي في الحقيقة المخفية عَلمنت نفسها و استوردت التغريب الاوروبي و الحداثة بينما تيار الاسلام السياسي يصر على تجاهل تلك الحقيقة مقدماً وضعها قبل القرن التاسع عشر قرن التحديث الغربي و علمانية العثمانيين و يلي مقالنا هذا مقال آخر مكمل عن دولتهم الجمهورية الحديثة إن شاء الله كرد آخر على أوراق الاسلام السياسي التي تسئ للتجربة الجمهورية التركية و لنبدأ معاً الحديث عن ... علمانية الخلافة العثمانية.

يخطئ كثير من الباحثين بنسب التحديث الغربي و العلمانية بتركيا للعهد الجمهوري فالحقيقة أن العلمنة بدأت مع السلطان محمود الثاني (1785-1839) ذو الرؤى الإصلاحية المستمدة من عهد السلطان سليمان الثالث و كانت إصلاحاته المستندة لنظم اوروبية مقتصرة على بعض الشئون المالية و القضائية لكنه مثل حجر أساس إنطلق منه خلفه السلطان عبد المجيد الأول (1839-1861) الذي بدأ عهد التنظيمات العثمانية التي تصنف كعلمانية عثمانية ورثتها الجمهورية التركية لاحقاً.

كانت التنظيمات أو علمنة الخلافة ذات إجراءات واضحة و قوية مغيرة لمسار الدولة و نرصد أبرز نقاطها كالتالي:

-1- إحلال نظم إدارية اوروبية فرنسية و ألمانية محل النظام العثماني الاداري.
-2- إصدار القانون الاساسي الممهد للدستور المستوحى من النظم الاوروبية 3 نوفمبر 1839.
-3- إعلان المساواة بين المسلم و المسيحي و اليهودي و تغيير نظام التجنيد ليشمل غير المسلم و الغاء الجزية.
-4- الغاء القوانين المستندة للشريعة الاسلامية و إحلال قوانين فرنسية و المانية محلها بإستثناء قوانين الزواج و الطلاق و الاسرة.
-5- إتاحة حق المساواة بين الذكور و الاناث في الميراث عام 1840 باستثناء ارث الارض ثم ضم الارض للمساواة قانوناً في 1870.
-6- إعتبار المثلية الجنسية عمل لا يعاقب عليه القانون في العام 1858.
-7- السماح بإنشاء مدارس اجنبية بنظم غربية و معلمين أجانب كجزء من النظام التعليمي.
-8- نشأة الدستور في 23 نوفمبر 1876 و لكن تم تعليق العمل به في 13 فبراير 1878

*مر عهد عبد الحميد الثاني و العلمنة شبة متجمدة و إن لم يتوقف النفوذ الغربي عن التوغل بل إزداد ، مع إنقلاب الاتحاد و الترقي 1908 ثم 1909 أُستعيدت حركة العلمنة (كانت تسمى التنظيمات و لم تُذكر كلمة علمنة الا في العام 1937 في نهاية عصر أتاتورك و إن صنفت التنظيمات لاحقاً بمسمى العلمانية) و حرص الاتحاديون على تدعيم حقوق المرأة القانونية و حقوق العمل و المساوة لكن ظلت كل الاصلاحات العلمانية تلتزم حداً أحمر مرتبط بطبيعة استضافة الدولة للخلافة و كونها ملكية وراثية فتم تجميد قوانين تغيير الحرف العربي مثلاً و قانون الزواج و الطلاق الغربي بديلاً عن الشريعة و قوانين الحقوق السياسية للمرأة فتلك القوانين أُقترحت و تجمدت لطبيعة الخلافة و السلطنة.

*إلى هنا تنتهي جزئية التنظيمات -العلمنة- العثمانية بإختصار شديد في أطروحة تناقض الفكرة السائدة عن العصر العثماني الذي يتند اليه كتاب الاسلام السياسي ، الخلافة العثمانية علمنت نفسها و إعتبرت التغريب و نظم الحداثة المادية إعادة تنظيم للدولة بينما الاسلام السياسي اليوم لا يذكر كل هذا و يعطينا صورة مزيفة عن العصر العثماني بالقرن التاسع عشر يستند لها في أُطروحاته لينتج وهماً على وهم.
الحلقة القادمة إن شاء الله نكمل الحديث عن تركيا الجمهورية و علمانيتها و نرد على كتابات الاسلام السياسي بخصوصها..




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :