محمد أبو قمر
آه يابنيتي ، يالحرقتي عليك وأنت تُسحلين في الشارع بلا ذنب أو جريرة ، ويالخوفي علي بقية بنات الحي ، المشكلة أنك أنت وهنّ جميلات ، ولا أعرف لماذا يكون الجمال ذنبا أوجريمة ، كانوا في الماضي يدفنونكن أحياء خوفا من أن يجلب جمالكن عليهم العار ، ثم حين أدركوا أن الجمال يباع ويشتري بدأوا يتخاطفوكن ويتاجرون بجمالكن في أسواق الرقيق ، وما لبثوا أن استعملوكن محظيات في بلاط الخليفة ، هم أنفسهم ياصغيرتي من يتهمونك الآن أنت وبنات الحي بإثارة غرائزهم ، هم أنفسهم ولا أحد غيرهم من كانوا يوارونك في التراب خوفا من جمالك ، هم أنفسهم من يحاولون إخفائك تحت الملابس خوفا من جمالك ، هل هناك فرق ياحبيبتي بين من يمرغ سيرتك في التراب باسم الدين ويحتقرك ويتهمك بتعمد إثارة قبحه الغرائزي القميء وبين من يتحرش بك ويسحلك في الطريق ، لا فرق بينهما ياجميلتي؟؟ ، الإثنان من أحفاد من كانوا يؤدونك حية ، هما أحفاد من كانوا يبيعونك لحما في أسواق الرقيق ، هما أحفاد من كانوا يحشرون الجميلات عنوة في قصورهم كمحظيات يفرغون فيهن قذارتهم وعفونتهم وحقارتهم.
هذا الذي يطلع علينا كل يوم رافعا لواء الدين متهما كل امرأة شريفة وكل بنت عفيفة بتعمد إثارته وإيقاظ الحيوان الغريزي في روحه هو الذي يمنح الذئاب القذرة الحق في التحرش بهن إلي حد سحلهن حتي الموت.
لروحك السلام يامريم.