الأقباط متحدون - غاندي والعُراة
  • ١٦:٢٣
  • السبت , ٩ يونيو ٢٠١٢
English version
أخر الأخبار:
| وائل غنيم: خطاب أحمد شفيق عن الشباب المصريين "إيجابى" | 855 صوتًا لشفيق مقابل 128 صوتًا لمرسي في ملبورن | القمني للثوار والساسة: لا تستمروا في ارتكاب الخطايا وصوتوا لشفيق بدلاً من التصويت لمرسي ثم الصويت على مصر | احمد شفيق فى مؤتمر صحفى: مرشح الاخوان لم يكن ابدا مرشح الثورة هو يتاجر باسم الثورة كما يتاجر باسم الدين | الكتاتنى: الأزمة مع القضاة مجرد سحابة صيف.. وتجاوزات الزند "زلة لسان من قاض كبير" وننتظر رد الغريانى لإنهاء الأزمة | المباحث: لا صلة قرابة بين الفتاة التي تم ضبطها والنائب السلفي | النائب السلفى ونيس يتقدم ببلاغ ضد الشرطة يتهمها بتلفيق قضية فعل فاضح | أبو الفتوح يلتقى عدد من الأحزاب لبحث المستجدات السياسية وضرورة تطبيق «العزل» | رفع الحصانة عن النائب السلفى «ونيس» بعد طلب النيابة لارتكابه فعل فاضح | شفيق يجدد اتهامه للإخوان باقتحام السجون والتنازل عن سيناء | الولايات المتحدة تفشل في كسب تأييد روسيا لرحيل بشار الاسد | الهتافات ضد الإخوان تفجر أزمة في التحرير | متظاهرون يتصدون لمحاولة الاعتداء على مسيرة نسائية بميدان التحرير | قناة السويس والرئاسة.. مَوّلت البنا ورَفعت ناصر وهزّت الشاطر واستخدمها شفيق لضرب مرسي

غاندي والعُراة

ميرفت عياد

الكلام المباح

٠٠: ١٢ ص +02:00 EET

السبت ٩ يونيو ٢٠١٢

بقلم- ميرفت عياد
أنا مخنوقة.. لعلك مثلي عزيزي القارئ تشعر باختناق شديد.. فالأكسجين لم يعد كافيًا للتنفس.. ليس من أجل زيادة التلوث فقط، بل الحقيقة أن الاختناق أصبح له مبرراته السياسية.. فالوطن يتعالى صوته مناديًا هل من منقذ؟.. هل من صديق؟.. هل من أناس يبحثون عن صالحي؟.. هل من قلب يحنو على شعب ضاقت به سبل العيش؟.. هل من طريق يأخذ سفينة الوطن إلى بر الأمان؟.. أم أن المجداف يتنازع عليه الجميع، وفي المقابل تغرق المركب بمن فيها كما يقولون؟..
 
أشعر أن المواطن المصري يتوه في البرامج الحوارية التي تستضيف الكثيرين لمناقشة الجدل الدستوري حول قانون العزل، والإعلان الدستوري المكمل، وغيرها من قضايا دستورية وقانونية يختلف فيها معظم فقهاء الدستور ولا يتفقون على رأي واحد، بالإضافة إلى أن المجلس الرئاسي المدني المقترح هناك من يراه أنه الملاذ والمنقذ لهذه البلد، وهناك من يراه ينتفي منه الشرعية الدستورية أو حتى السياسية..
 
لا أخفيكم سرًا أن المواطن المصري البسيط يشعر بإحباط شديد وخيبة أمل، والحقيقة أنه لا تعنيه تلك الحوارات بين النخبة الثقافية أو السياسية أو القانونية، ولا يعنيه سوى أن يجد لقمة عيشه وقوت يومه له ولأولاده، فهذا المواطن نزل يوم 25 يناير من العام الماضي لغضبه من نظام فاسد أهدر حقوقه، نزل الشباب بقلوب مليئة بالإيمان بقضيتهم، وها هي الشهور تمر ولا يجد من القوى السياسية سوى جدلاً عقيمًا بائسًا بين الجميع.
 
والحقيقة، أنني أخشى على "مصر" الحبيبة في خضم هذه المليونيات والأحداث المتوترة وغياب سبل عيش الكثيرين الذين ازدادوا فقرًا على فقر، الأمر الذي يدفعهم إلى القيام بثورة جياع، وهناك تكون "مصر" في خطر حقيقي، ونقع في سيناريو الفوضى الذي يحذر منها الجميع.
 
وهنا، لا نلوم المواطن البسيط الذي لسان حاله ما قاله الزعيم الهندي العظيم "المهاتما غاندي" "كثيرون حول السلطة.. قليلون حول الوطن".. نعم الكثيرون يبحثون عن مصالح شخصية ضيقة بغض النظر عن مصلحة هذا الوطن.. يجلسون في القاعات المكيفة والفنادق ليتقاسموا تورتة مصر.. يذهبون إلى البرامج الحوارية بملابس وبدل "سينيه"، فكيف يشعرون بالمواطن البسيط؟..
وأختتم حديثي معكم بسؤال وُجه إلى الزعيم العظيم "غاندي" عن سبب ارتدائه لملابسه البسيطة، فرد قائلاً: "هذا شئ طبيعي لأنني أمثل شعبًا من الفقراء والعراة والجوعى".. ليت من يتحدث معنا يضع أمام عينيه سير العظماء علهم يتعلمون منهم الكثير عن حب الأوطان.