سليمان شفيق
اعتبر رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية ورئيس اتحاد مساجد فرنسا محمد الموسوي أن " فرنسا'>مسلمي فرنسا مصدومون" من الجريمة التي طالت أستاذ التاريخ في مدرسة فرنسية. إلى ذلك، أكد الموسوي على وقوف المسلمين إلى جانب الأساتذة والمعلمين، محذرا من عواقب انسياق الشباب وراء كل ما يروج من مغالطات. وذكر الموسوي أنه "في ثقافتنا وفي ديننا كاد المعلم أن يكون رسولا".
وندد زعماء للجالية الإسلامية بالحادث الذي يعتبره كثيرون من الشخصيات العامة هجوما على جوهر الدولة الفرنسية وقيمها المتمثلة في العلمانية وحرية العقيدة والتعبير.
كان الرئيس إيمانويل ماكرون قد توجة مساء الجمعة إلى "كونفلان سانت أونورين" في شمال غرب باريس حيث قُطع رأس أستاذ تاريخ بعد الظهر على يد مهاجم أردته الشرطة قتيلا. وأكدت السلطات الفرنسية أن أستاذ التاريخ الذي تعرض لاعتداء، عرض مؤخرا رسوما كاريكاتورية للنبي محمد (ص)في حصة دراسية حول حرية التعبير. وعلى أثر الاعتداء قرر وزير الداخلية جيرالد دارمانان المتواجد في المغرب، العودة فورا إلى باريس.
وكان ماكرون قد زار سابقا خلية الأزمة التي شُكّلت بعد الحادثة في وزارة الداخلية. وأعلنت النيابة العامة لمكافحة الإرهاب في فرنسا لوكالة الأنباء الفرنسية أنها فتحت تحقيقا فورا بتهمة ارتكاب جريمة مرتبطة بعمل إرهابي" وتشكيل "مجموعة إجرامية إرهابية".
وأضاف ماكرون قرب مكان الاعتداء، أن "الأمة بأكملها" مستعدة للدفاع عن المدرسين وأن "الظلامية لن تنتصر"
من جهة اخري أفاد المدعي العام الفرنسي لمكافحة الإرهاب جان فرانسوا ريكار خلال مؤتمر صحافي السبت الماضي على خلفية الاعتداء الذي قطع فيه رأس أستاذ في "كونفلان سان أونورين"، قرب العاصمة باريس إلى أن منفذ العملية هو لاجىء من أصل شيشاني .
واضاف أن الشاب البالغ من العمر 18 عاما الذي قطع رأس المدرسة التي يعمل بها تحدث إلى تلاميذه في الشارع وطلب منهم أن يشيروا له نحو ضحيته.
ووتابع ريكار خلال مؤتمر صحفي حول الاعتداء أن "المهاجم المولود في روسيا، هو لاجىء من أصل شيشاني، وقد قام بنشر صورة للمدرس على تويتر بعدما قطع رأسه وأرفقها برسالة يقر فيها بقتله".
وسارع موقع تويتر بحذف المنشور وقال إنه أغلق الحساب لانتهاكه سياسة الشركة. وجاء في الرسالة حسبما قال ريكار: "بسم الله الرحمن الرحيم... إلى ماكرون زعيم الكفار، أعدمت أحد كلاب الجحيم التابعين لك الذي تجرأ واستخف بالنبي محمد".
وأضاف أن المهاجم كان يعيش في بلدة إيفر شمال غربي باريس ولم يكن معروفا من قبل لدى أجهزة المخابرات.
كما أفاد ريكار إلى أن "الأستاذ تلقى تهديدات عبر الإنترنت قبل قتله، مضيفا أن المدرسة تلقّت تهديدات بعد الحصة التي جرت مطلع أكتوبر، ولم يوضح إن كان للمهاجم أي صلة بالمدرسة أو التلاميذ أو الأهالي، أم أنه تحرّك بشكل مستقل استجابة للحملة على الإنترنت
وقال المدعي العام إن المهاجم كان يحمل سكينا وبندقية هوائية وذخيرة. وأطلق النار على الشرطة وحاول طعن العناصر لدى تحرّكهم لمحاصرته قبل أن يطلقوا النار عليه تسع مرّات.
وعرّفت السفارة الروسية في باريس المهاجم على أنه عبدالله أنزوروف الذي وصلت عائلته إلى فرنسا عندما كان في السادسة من عمره وطلبت اللجوء. وذكرت السفارة أن المهاجم البالغ 18 عاما حصل على الإقامة هذا العام ولا صلة له بروسيا.
وفي وقت سابق، شدد رئيس الوزراء جان كاستيكس على أن الهجوم يحمل سمات الإرهاب الإسلامي. مضيفا: "أعبر لكم عن استيائي التام. العلمانية، ركيزة الجمهورية الفرنسية، اسُتهدفت بهذا الفعل الخسيس".
وذكرت مصادر بالشرطة أن أربعة من أقارب المهاجم، من بينهم قاصر، اعتقلوا في الساعات التي تلت الهجوم.
كما ألقت الشرطة القبض على خمسة آخرين خلال الليل منهم اثنان من أولياء أمور تلاميذ مدرسة كوليج دو بوا دو لون التي كان يعمل بها المدرس.
وقبل أسبوع سجل رجل، قال إن ابنته من تلاميذ باتي، مقطعا مصورا نشره على مواقع التواصل الاجتماعي ووصف خلاله المدرس بأنه مجرم وناشد الآخرين بالتعاون وقول "توقف لا تلمس أطفالنا".
ووضع أولياء أمور التلاميذ باقات زهور عند بوابة المدرسة. وقال بعضهم إن أبنائهم في حالة صدمة.
وفي تعبير عن الحزن الشديد تصدر وسم (هاشتاج) "#جي سوي صمويل" (أنا صمويل) مواقع التواصل الاجتماعي تعبيرا عن التضامن مثلما حدث وقت الهجوم على مقر مجلة شارلي إبدو في 2015