أخطر أسبوع في تاريخ مصر
مصر تصنع قدرها من جديد
بقلم- صبحي فؤاد
لا أبالغ إذا قلت أن هذا الأسبوع الذي سوف تُعقد خلاله انتخابات الإعادة على رئاسة "مصر" بين المرشح "محمد مرسي" والفريق "شفيق"، يُعد أخطر أسبوع في تاريخ "مصر" الحديث، حيث سيتم تحديد مصير وشكل النظام الجديد الذي سوف يتبعه المصريون لعشرات السنوات القادمة، وحاليًا هناك اختياران لا ثالث لهما أمام المصريين، إما اختيار الدولة المدنية التي تتعامل بالقانون وتساوي بين أبناءها وتحترم حقوق الأقليات والمرأة وحرية العبادة، وتؤمن أن العلم والبحث والابتكار والإنتاج هم أساس تقدم الأمة.. وإما اختيار الدولة الدينية في صورة المرشح "محمد بديع"، الذي وعد بتأسيس أول دولة دينية في تاريخ مصر الحديث، لكي تكون نقطة الانطلاق نحو تأسيس الخلافة الإسلامية على مستوى العالم العربي والإسلامي.
ومنذ أيام قليلة بشر واحد من أتباعه بأن عاصمة مصر سوف تكون "القدس"، وأن الحدود بين مصر وغزة سوف تُزال إذا وصل "مرسي" إلى الحكم!!.
الاختيار الأول يمثله الفريق "شفيق" الذي وعد باحتضان الجميع من مسلمين ومسيحيين وغيرهم، والعمل على تقدم مصر، وخلق فرص لملايين العاطلين، وتوفير الأمن والاستقرار والخدمات للمواطنين، أما الاختيار الثاني فهو "مرسي" مرشح جماعة الإخوان المسلمين- التي لا نعرف حتى اللحظة إذا ما كانت لاتزال محظورة طبقًا للقانون والدستور المصري– فقد وعد بوضع معارضيه تحت قدميه، وتطبيق حدود الشريعة الإسلامية، وتقوية الاقتصاد المصري عن طريق فتح معارض الموبيليا في كل عواصم العالم، والدعاء لله صباحًا ومساءًا لحل أزمة العجز المائي في "مصر".
أما تلاميذه أو أتباعه في مجلس الشعب، فقد بشروا المصريين بعمل قوانين لممارسة الجنس مع الأموات، والسماح بزواج الأطفال لأثرياء السعودية ودول الخليج، وإلغاء تعليم اللغة الإنجليزية في المدارس، والعفو السياسي عن القتلة والإرهابين والسفاحين الهاربين خارج البلاد، بالإضافة إلى عمل قوانين لقتل المرتدين عن الإسلام، ومصادرة حقوق النساء ومنعهن من العمل، وقطع الأيادي والأرجل والرجم بالحجارة والجلد في الشوارع كبديل للسجن.. الخ.
ورغم أن الاختيار واضح مثل شمس النهار لا يحتاج إلى ذرة تفكير أو تردد لمن لديه الحد الأدنى من الضمير والوعي والوطنية والاعتزاز بمصريته وخوفه على مستقبل بلده ومستفبل أولاده، إلا أن البعض يجد في اختيار الفريق "شفيق" أمرًا صعبًا ومرفوضًا تمامًا، لأنه في تصورهم يعني إعادة للنظام القديم. وردي على هؤلاء هو أنت لن تعطي صوتك لـ"شفيق" وإنما سوف تعطي صوتك لبلدك "مصر" التي لا تميز ولا تفرق ولا تتاجر بالإسلام أو المسيحية.. أنا لا يهمني "شفيق" أو "مرسي" من قريب أو بعيد، ولكن يهمني مدنية الدولة.. يهمني أن يحكمها إنسان إذا أخطأ يمكن محاسبته عن خطأه، وإذا كرر الخطأ يمكن الاستغناء عن خدماته واختيار واحد آخر بطريقة ديمقراطية.. يهمني ألا تعيد مصر تجارب دول فاشلة مثل "السودان" و"أفغانستان" و"إيران".. يهمني أن تظل مصر والمصريين موضع تقدير واحترام دول وشعوب العالم.
الموضوع يا سادة يا كرام ليس "شفيق" أو "مرسي"، ولكن هو مستقبل وطن يزداد عدد سكانه كل عام مليون ونصف نسمة لعشرات السنوات القادمة.. "شفيق" سهل خلعة واستبداله بحاكم آخر، أما "مرسي" مرشح الإخوان المسلمين إذا جلس على مقعد السلطة فلن يتحرك من كرسيه إلا بعد دمار وخراب كامل لكل مصر، وأنهار من الدماء في كل شارع وحارة وزقاق على أرضها.. لماذا؟
لأن لديه قناعة مطلقة بأنه مرسل من "الله" لكي يصبح الرئيس القادم لمصر.. وقد بلغ الغرور والتعالي بالرجل أنه قال منذ يومين في لقاء أُذيع على الهواء: "يستحيل أن ينتخب الشعب المصري غيري!!".
وطبعًا رجل بمثل هذا التفكير والغرور والتعالي لا يمكن توقع الخير من وراءه، ولكن في نفس الوقت نتوقع منع أن يعلق رقاب معارضيه في ميدان التحرير بزعم أنهم كفرة وزناديق ومعادين للإسلام والذات الإلهية.
كلمة أخيرة أقولها لكل مصري، أرجوك اسأل نفسك وضميرك وأولادك: هل ضحى ألوف الشباب المصري العظيم بأرواحهم من أجل تحويل مصر لدولة فاشلة عاجزة مشابهة لـ"أفغانستان" أو "السودان" أو "إيران"، أم لكي تصبح دولة حرة ديمقراطية متقدمة ناجحة مثل "سنغافورا" أو "أستراليا" أو "النمسا" أو غيرهم من الدول التي ينعم مواطنوها بحياة كريمة مستقرة هانئة، ومستوى معيشي مرتفع؟.
إنني أدعو الجميع من أبناء مصر لانتخاب "شفيق"، بغض النظر عن حبهم أو كرههم له، حفاظًا على مصر ووحدتها واستقرارها؛ لأن اختيار "مرسي" يعني تفتيت "مصر" إلى دويلات صغيرة، وموت مئات الألوف إن لم يكن ملايين، وفرض الوصايا الدولية عليها آجلاً أو عاجلاً، وتحقيق حلم "إسرائيل الكبرى" من النيل إلى الفرات.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :