بعد أكثر من عقد من التخطيط، بدأ العمل في أطول نفق مغمور بالماء في العالم، وفقا لما جاء في "سي إن إن" بالعربية.
وسيربط نفق "فيهمارنبيلت"، الذي ينحدر حتى 40 متراً تحت بحر البلطيق، دولتي الدنمارك وألمانيا، ما يقلل فترة استغراق الرحلات عند افتتاحه، في عام 2029.
ويعد النفق، الذي سيبلغ طوله 18 كيلومتراً، أحد أكبر مشاريع البنية التحتية في أوروبا، حيث تزيد ميزانية عملية بنائه عن 7 مليارات يورو، أي 8.2 مليار دولار.
وسيكون النفق، وهو يعرف باسم "Fehmarnbelt Fixed Link"، أيضاً أطول نفق طريق وسكة حديد مشتركة في أي مكان بالعالم. وسيتألف من طريق سريع بمسارين، يفصل بينهما ممر خدمة، واثنين من خطوط السكك الحديدية الكهربائية.
ويقول جينس أوليه كاسلوند، وهو المدير الفني بشركة "Femern A/S" الدنماركية المسؤولة عن المشروع: "اليوم، إذا كنت ستقوم برحلة بالقطار من كوبنهاغن إلى هامبورغ، فستستغرق حوالي أربع ساعات ونصف".
وأضاف: "عندما يكتمل بناء النفق، ستستغرق الرحلة نفسها ساعتين ونصف".
وأوضح كاسلوند: "يحلق الكثير من الناس اليوم بين المدينتين، ولكن في المستقبل سيكون من الأفضل ركوب القطار فقط".
وسيكون للنفق تأثيراً إيجابياً على سيارات الشحن والقطارات، على حد قول كاسلوند، لأنه سيخلق طريقاً برياً بين السويد وأوروبا الوسطى، بحيث يكون أقصر بـ160 كيلومتراً مما هو عليه اليوم.
ويعود تاريخ المشروع إلى عام 2008، عندما وقعت ألمانيا والدنمارك اتفاقية لبناء النفق. ولكن، استغرق الأمر أكثر من عقد من الزمن لإقرار التشريع اللازم من قبل البلدين، وإجراء دراسات عن الآثار البيئية، وغيرها.
وبينما اكتملت العملية على الجانب الدنماركي، كان عدد من شركات العبارات والمجموعات البيئية والبلديات المحلية ضد الموافقة على المشروع، بسبب مزاعم المنافسة غير العادلة، والمخاوف البيئية، والضوضاء.
ومن المتوقع صدور حكم أولي قبل نهاية العام. ورغم عدم القدرة على إيقاف المشروع أو تعديله بشكل كبير، إلا أنه قد يتطلب المزيد من الدراسات حول تأثيره، قبل بدء عملية البناء في ألمانيا.
وقال كاسلوند: "تم ترتيب المشروع بطريقة تجعلنا نعمل لبضع سنوات في الدنمارك قبل أن نتمكن من دخول الأراضي الألمانية".
ويعتقد مايكل سفاني من اتحاد الصناعات الدنماركية، وهي إحدى أكبر منظمات الأعمال في البلاد، أن النفق سيكون مفيداً للشركات خارج الدنمارك نفسها.
وفي حين أعربت بعض المجموعات البيئية عن مخاوفها بشأن الآثار المترتبة على النفق، يعتقد مايكل لوفندال كروس من الجمعية الدنماركية لحماية الطبيعة أن المشروع سيكون له فوائد بيئية.
وقال كروس: "كجزء من نفق فيهمارنبيلت، سيتم إنشاء مناطق طبيعية جديدة وشعاب حجرية على الجانبين الدنماركي والألماني. تحتاج الطبيعة إلى مساحة، ولذلك ستكون هناك مساحة أكبر للطبيعة".
وأضاف كروس أن الميزة الأكبر ستكون الفوائد التي تعود على المناخ، حيث سيجعل القطارات منافساً قوياً للحركة الجوية، منوهاً أن الشحن في القطارات الكهربائية هو أفضل حل للبيئة.