عبد المنعم بدوى
أعترف ... أعود أكفر عن كل أيام البعاد خلف أسوار الأشواق ... تعود أصابعى المتلهفه إلى قلم لم يمس مداده عالم القصه الأدبيه لأيام وشهور ، لقد أنغمست فى المشاكل الحياتيه وأهتممت بالكتابه عن الشأن العام .. والأن قررت أن أعود للكتابه الأدبيه .
القلم يهتز فى يدى .. يتأبى ، يحتج ، يعاند ... لكنى ألتمس له الأعزار ، فالخواطر بداخلى كثيره متشابكه ، ويقينى أن الخواطر والمشاعر فى مجال التعبير عن النفس البشريه ، هى أبعد المناطق فى مجال الترتيب أو الأختيار بحسب أولويات المنطق .
لذلك أجدنى مطالبا بأن أقتصر الطرق وأولج أول الأبواب قبل أن تتوه أقدامى فى السراديب المتشعبه ، فحكمة المحبين منذ الأزل ، تدلنا على أن الجمع بين معشوقين ( المقال الأدبى والمقال السياسى ) أمر يصعب تحقيقه ، لأننا لانملك قلبين فى صدر واحد ، لكن التجربه لم تلغ القاعده ، فيمكن للقلب الواحد أن ينشطر شطرين ، وتصبح روحنا روحان ، تهيم كل منها فى عالم خاص .
أنكسرت الحكمه ، وأصبح للقلب معشوقتان ( الأدب والسياسه ) ، ولكن ظل قانون العشق فى أستحالة الجمع بين المعشوقتين فى وقت واحد ، فقد أشترطت الشريعه الأسلاميه للجمع بين أكثر من زوجه " العداله " ، وياله من شرط صعب التحقيق ، بعيد المنال لطبيعة النفس البشريه ، التى جلبت على التقلب فى مواجهة أنواء المشاعر وتغيرها الدائم .
غير أننى أشعر أن الأمور الحياتيه زادت تعقيدا ، وأن العواصف لن تهدأ ، لذلك آن الأوان للقلب أن يلملم شذراته ، وآن لشطرى الروح أن يعودا الى عالمهما الواحد ، ألا وهو المقال الأدبى ، فوجدتنى أمد كفى ليضم كف الصبيه ، ووجدت قلبى يحتضنها كأنها حلم طال البحث عن تحقيقه .
فلكل أول أخر ، ولكل بدايه نهايه ....
فأنا كالعاشق التائب من ذنب الفراق أعود