ارنست وليم
الفُجر هو ان تستغل جهل الناس بكل شيء وتشحنهم لعداء الاخر ، فيخرج الاكثر حماسة وهمجية فيهم فيذبح – فتطالب بإعدامه في العلن وتعتبره شهيد في الخفاء بين جماعتك.
تدعي في العلن أنه لا يمثل جماعتك ثم تبدأ ماكينة تعمية وتضليل قائمة على ساقين : التبرير والمظلومية ، لتكسب مساحة اكبر لعملك الاجرامي بالمساومة وفرض امر واقع جديد فيه التهديد بالدم ولكن بابتسامة عريضة ودعوة للإخاء وحفظ المشاعر المرهفة لشرقي رومانسي يجب على الاوربي ان يعامله بالحنية ( معاملة اطفال ) . في مقابل احلال السلم الاجتماعي واتقاء ثورة الشباب في احيائهم وحقن للدماء .
يبدأ التبرير وكأنه سؤال بريء : ماذا دفع هذا الشاب لعمل هذا العمل الطائش ؟ لتبدأ سلسلة من اجترار ماضي لم يعد عندهم مدروس محقق تاريخيا بل مؤول ايدلوجيا ، مستغلين جهل المنتمين لهذه الجماعة - الاستثمار في الجهل وكتب خرافية - من تاريخ العبودية لمجازر الهنود الحمر مرورا بالحروب الصليبية وحتى حرب الجزائر والتي وصل اخر المزايدات إلى 11 مليون شهيد ، علما ان تعداد سكان الجزائر كان 10 مليون منهم مليون اوربي . ولن احدثكم طبعا عن الذهب الذي مازال ينهب من مالي ... مالي في القلب وانت مالك وانا مالي .
مع تصوير الغزو العربي الاسلامي العثماني انه كان رحمة على العالمين . وانه حرر العبيد طوال التاريخ وحتى موريتنانيا اليوم - ونظام الكفيل في دول الخليج .
قد يسأل عاقل وهل لكل هذا التاريخ علاقة بمقتل الناس في الشوارع في اي دولة اوربية – يعني هل حان وقت الانتقام من مقتل الهنود الحمر من رجل نبيل من الشيشان يذبح فيها معلم فرنسي ؟
واضح انك تسأل إذا انت غير مرغوب فيك فأنت عميل بعت ضميرك للمستعمر الغربي والصهيوني ولا تبكي على اطفال المسلمين في فلسطين والبوسنة وبورما وتتلذذ بعبوديتك له وتناهض المسلمين وتناصبهم العداء بل انك تعاد الله ورسوله ...
ثم تبدأ سلسلة التباكي التي يتجمع حولها ابناء القبيلة فيوحد النواح على غير ميت فيما تفشل فيه الافراح .
فيبدأ الحديث عن الدولة العميقة الصهيونية في فرنسا والمانيا والفلبين ، وقوانين ضد السامية تحمي اليهود واليهودية والتوراة وموسى من كل نقض وتجريح بينما تستبيح ديننا ونبينا الكريم ... ولهؤلاء لا اقول إلا لعن الله ابو وام الغباء وترديد الخراء الذي اصاب العقل الشرقي كله بمسلميه بمسيحييه بيهوده بملحديه بأصحاب القضية الفلسطينية على اصحاب جماعة الحفاظ على السلحفاء القضبية التي لا علم لي بأنها خلقت اصلا .
طفح الكيل – السخرية من موسى والتوراة واليهودية لا تُجرم يا اعقل من انجبت قبيلتك .
اما توصيف اليهود كجماعة او كدين بأي وصف مشين – ضد السامية – هو ذاته ما يجعل توصيف العرب او المسلمين كمجموعة عرقية او دينية يقع تحت طائلة القانون – ضد العنصرية –
انما تبرير النازية والفاشية التي اودت بمقتل فئة من البشر لأجل انتمائهم العرقي والديني فهو تبرير لجريمة يؤدي إلى حدوثها مرة اخرى – وهذا ما لا نريده – فنحن بشر يفترض اننا نتعلم من التجربة ، وكذلك تبريركم للذبح يجعلهم همج ودم المذبوح القادم في رقابكم وحمل على ضمائركم لو وجدت – فحيثما لا عقل لا ضمير سوي ايضا .
وألان نضيف إلى الفاشية والنازية الاصولية الاسلامية الوهابية والسلفية والإخوان المسلمين – نحن متسقون جدا مع انفسنا .
وكل دعاوى التمييز ضد المسلمين كاذبة في اوربا - قليلة حتى تكون منعدمة احصائيا - بل العكس هو الصحيح مع استثمارها كورقة ضغط تستخدمتها جماعة منهم لتكون تهديد بإما تتنازل لنا عن كذا وكذا وكذا وإلا خسرت اصواتنا واتهمناك بالاسلموفوبيا ، فرضخ لهم السياسي الجبان بطبعه .
ولكن اردوغان ، حامي الحمى ، فخر العرب والمسلمين ، حفيد الاكرمين سلطان السلاطين وخليفة المسلمين فقد عقد الصفقة مع الصين فبطل الحديث عن الايجور وصمت بعدها الجميع – لا مقاطعة لمنتجات ولا حرق لأعلام بل نسي الامر وكأنهم ليسوا بمسلمين او لم يعودوا أو القضية كانت من البداية تحويل الانظار عن المشاكل الحقيقية لهذه الشعوب مع بلدانهم للعيش على قفى عدو خارجي أن لم يكن ، نصنعه .
وبعدها تسألني يا صاح ما معنى الفجر ؟ فهل تسأل عن معنى شيء وهو ماثل امام ناظريك نسمعه ونراه ونكاد نلمسه ؟