الأقباط متحدون | علمانية الخلافة العثمانية و علمانية أتاتورك‏ 2-2
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٧:٤٤ | الخميس ١٤ يونيو ٢٠١٢ | ٧ بؤونة ١٧٢٨ ش | العدد ٢٧٩١ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

علمانية الخلافة العثمانية و علمانية أتاتورك‏ 2-2

الخميس ١٤ يونيو ٢٠١٢ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: محمود عرفات

 في العام 1918 إنتهت الحرب العالمية الاولى بإستسلام الدولة العثمانية و توقف حركات التحدث عن العمل لتبدأ في 1919 حرب الاستقلال بقيادة اتاتورك التي إنتهت في 1922 بتحرير تركيا من الاحتلال و اعلان الجمهورية 1923 لتبدأ حلقة جديدة من العلمنة في البلاد متواصلة مع تراث التنظيمات العثمانية المشار اليه بالمقال السابق.

يمكننا القول إبتداءً أن علمانية أتاتورك (الاتاتوركية 1923-1938)هي إمتداد للعلمنة العثمانية التنظيمات فكل الاجراءات الاتاتوركية واحدة من ثلاثة اجراءات:
 
-1- إجراءات تقوم بتطوير الذي تم في العهد العثماني مثل اختيار القانون الجنائي الايطالي و التجاري الالماني للحلول محل القوانين المقابلة في الدولة و التي هي قوانين اوروبية سلفاً فكانت إجراءات تطوير قوانين اوروبية عثمانية بقوانين اوروبية جديدة.
 
-2- إجراءات تحيي مشاريع قوانين طرحت إبان العهد العثماني في فترة التنظيمات و تم تجميدها او رفضها و على رأس هذا تحويل الابجدية الى اللاتينية التركية تأثراً بإنتقال شعوب اسيا التركية السوفيتية (تركمانستان - كزخستان - أذربيجان الخ) الى الابجدية اللاتينية الموحدة و كحل لمواجهة المشكلات اللغوية بالابجدية العربية و للتواصل مع اوروبا علمياً و ثقافياً ، كذلك إجراء هام هو وضع القانون المدني 1926 الموحد و الذي حل محل القوانين الاسلامية و المسيحية للحوال الشخصية و الاسرة و باقي الشئون المدنية فكان هذا الجانب من الاجراءات مفعل لما تم رفضه او تجميده.
 
-3- إجراءات مستحدثة تتعلق أساساً بالظرف السياسي مثل الغاء السلطنة 1922 و الخلافة 1924 و انشاء مؤسسات مدنية حديثة بديلة للمؤسسات العتيقة و على رأسها مؤسسات دينية و سياسية تابعة للخلافة مثل مؤسسة شيخ الاسلام.
 
لذا فالعلمنة الاتاتوركية هي إمتداد طبيعي للعلمنة العثمانية لا تخرج عنها الا في جواني الظرف السياسي فقط ، و قد ساعدت الغاء الخلافة و من قبلها السلطنة على التوسع في تفعيل رؤى التنظيمات و تطويرها بالشكل الحداثي ، إن اوراق الاسلام السياسي تحتشد بالكذب لضرب سمعة العلمنة الاتاتوركية كأن تدعي حظر الحجاب وقتها ( تم البدء في منعه جزئياً داخل المباني الحكومية 1980 و لم يعمم الا في 1998) و الادعاء بمنع الاذان و الصلاة و الحج و الاعياد الدينية الخ الخ ، و الجدير بالذكر أن اوراق الاسلام السياسي تتجاهل كليةً التنظيمات العثمانية و تحدق في الاتاتوركية في تزييف صريح للتاريخ المسطور بيد الخلافة الاسلامية نفسها.
 
يحضرني هنا موقف واضح لطبيعة العلمنة الاتاتوركية و تأثيرها في إشادة مصطفى النحاس باشا باتاتورك عام 1936 و دولته ووصفها بالمبتغى النهائي مما أثار حفيظة حسن البنا و دفعه لمهاجمة النحاس باشا ، هذه الاتاتوركية العثمانية المنشأ علمنة حديثة عصرية هزمت الاصولية مما دفع الاسلام السياسي لضرب سمعتها و حذف تاريخ عثمانيتها كاملة ، و لعل في ختام مقالي أرصد أهم ملامح العلمنة الاتاتوركية :
 
إنشاء الجمهورية و الغاء السلطنة 1923 ، الغاء الخلافة و مؤسساتها و استبدالها بمؤسسات مدنية 1924 ،توحيد التعليم في التعليم المدني ، الغاء الطرق الصوفية 1925 ، وضع القانون المدني التركي الجديد 1925 ، تحديث سلسلة القوانين التركية 1926 ، وضع الحرف اللاتيني التركي بديلا عن العربي و الفارسي 1928 ، وضع أسس حديثة للتعليم الجامعي على الغرار الالماني 1933 ، إتاحة حق المرأة في التصويت 1934 ، البدء في النظام الاقتصادي الحديث المستمد من المذهب الاشتراكي 1933 ، وضع مفهوم العلمانية بالدستور 1937.
 
* إلى هنا ينتهي الحديث في هذا الشأن بإختصار وجيز و نخلص منه الى أن العلمنة قرار الخلافة العثمانية الذي ورثته الجمهورية الكمالية و كانت و لا تزال أوراق الاسلام السياسي تتجاهل كليةً هذه الحقيقة التي آمنت بها الدولة العثمانية نفسها في القرن التاسع عشر..




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :