سهير وهبه
في مرة من المرات ...
زوج وزوجته دخلوا يتعشوا في مطعم يُصنف من المطاعم الغاليه إلى حد ما وهما كان مستواهم المادي يسمحلهم انهم ياكلوا في المطعم ده كل يوم من غير ما يأثر عليهم ماديا ..
وفي وسط العشا نظرت الزوجه لزوجها وقالت له بص مين لسه داخلين وقاعدين هناك دول...فنظر الزوج وإذ به يرى أسره مكونه من أم وثلاثه من أبناؤها ...
عرفت أن أنا كلامي صح؟
عرفت أني مكنتش مفتريه لما قولت لك تبطل تساعدهم وتبطل بعزقة الفلوس يمين وشمال ... ياريتك تبقى تسمع كلامي وياريتك تفوق بدل ما الناس كلها بتضحك عليك بكلمتين ويستعطفوك بكذا دمعه وأنت من غير ما تفكر بتروح تساعدهم !
اهم ياسيدي بيتعشوا زيهم زينا في نفس المطعم الغالي اللي احنا بناكل فيه.
مش بعيد تطلع فاتورتهم أعلى من فاتورتنا كمان!!!
انفعل الرجل جداً وتاني يوم مسك تليفونه وكلم الأم اللي شافها في المطعم وقال لها :
انتِ بتستغفليني! بتضحكي علىّ! تيجي تقوليلي مش لاقيه وعيالي مش عارفه ادفع لهم مصاريفهم وظروفنا صعبه وعلىّ ديون قد كده وحالي ومالي وفي الأخر اروح الاقيكي قاعدة في مطعم غالي تاكلي هناك انتِ وعيالك ودافعالي في أكله واحده اكتر ماأنا دفعت !
ابتدت الأم في البكاء والأنهياء من الطريقه الفجه التي كان يتكلم بها الرجل معها وردت قائله :
أنا فعلا عملت كده.. بس بعد ما ولد من ولادي كان كل أمنيته انه يروح ياكل في المطعم ده ويجرب أكله ...
واضطريت اني ابيع حلقي الوحيد ومجبتش دوايا الشهر ده علشان أعرف ادخله المكان ده ياكل هو واخواته ومكسرش نفسه واحسسه بصغر النفس!
وعلى العموم أنا اسفه وكتر خيرك على كل حاجة بتعملها معانا..
صمت الرجل تماماً ولم يقدر أن يتفوه بحرف !!
ملكش دعوة لو لاقيت حد أنت عارف أنه على قد حاله طالع بيتفسح وبيصرف كتير ولا بياكل في مكان غالي ولا بيشتري لأولاده لبس من محل معروف.
سيبه يفرح بالفسحة ولا بالأكله ولا باللبس ده مرة واحدة زي ماانت بتفرح بيهم كل يوم
ومش علشان أنت بتعمل خير معاه يبقى تقعد تراقب تصرفاته وتشوف هو بيعيش ازاي وبياكل ايه وبيشرب ايه !!!
الحاجة اللي انت فقدت متعتها من كتر ما عملتها.
سيبوا هو يستمتع بيها ولو مرة واحده في حياته!
انت حسابك مع ربنا مش معاه هو ...
خليك انسان....!