كتب – روماني صبري 

مزيد من التصعيد في الحرب الإعلامية بين الرئيسين الفرنسي والتركي أثارته هذه المرة صحيفة "شارلي إيبدو" التي نشرت رسومات اعتبرتها أنقرة مسيئة لرئيسها رجب طيب أردوغان مؤكدة أنها ستتخذ كل الخطوات القانونية والدبلوماسية للرد، أردوغان بدوره هاجم ماكرون، وقال إن فرنسا وأوروبا عموما لا تستحقان ما وصفها بسياسته الاستفزازية والشريرة ، توتر يزداد تأثيره على الداخل الفرنسي خصوصا من الناحية الأمنية مع توسع ظاهرة الاحتجاجات بينها ما يشهد مواجهات كالتي حدثت في مقاطعة إزار جنوبي البلاد بين ممثلين عن الجاليتين الأرمنية والتركية، فما الدوافع الحقيقية لاستمرار التصعيد بين ماكرون وأردوغان ؟ وإلى أي حد تحولت أزمة الرسوم المسيئة إلى تصفية حسابات سياسية ؟ وهل يمكن أن تتطور إلى صراع أكبر يلحق الضرر بالحليفتين في الناتو ؟.
 
لان اردوغان يحكم شعب مسلم ! 
التصعيد التركي ضد فرنسا في الخطاب ودبلوماسيا، هناك من وصف ذلك تجييشا تركيا، ضد الرئيس الفرنسي، إلى أي مدى يمكن اعتباره كذلك، أم انه فقط رد على رسوم مجلة شارلي ايبدو؟،  وردا على ذلك دافع سعيد الحاج، كاتب ومحلل سياسي، عن الجرائم التركية ومنها التي تستهدف إبادة الأرمن، عبر دعمها لجيش أذربيجان عسكريا، قائلا :" هناك تجييش فرنسي ضد تركيا في قضايا سياسية كثيرة، منها في قرة باغ، شرق المتوسط، ليبيا وما إلى ذلك.
 
مردفا عبر تقنية البث المرئي لفضائية "روسيا اليوم"، لكن هذه القضية تحديدا، لا أجد أن هناك تجييشا تركيا ضد فرنسا، ولا ضد الرئيس ماكرون كشخص، الموضوع بسيط جدا، اردوغان رئيس دولة 99% من مواطنيها مسلمين، وهناك خطاب رسمي فرنسي يميني يسيء للرسول الذي هو رمز للمسلمين جميعا ونبيهم ويفدونه بأرواحهم فكان الموقف الرسمي التركي متناغم مع عواطف الشعب التركي والشعوب الإسلامية.
 
هل تصرف مسلمي فرنسا بحكمة؟ 
وفي سياق الأزمة، قال غالب بن الشيخ الحسين، رئيس مؤسسة الإسلام في فرنسا، الرسوم الكاريكاتورية بالتأكيد مقززة، وتسيء للنبي وتمس بمشاعر المسلمين، ونحن في تضارب بين  فكرتين للقداسة، ففي فرنسا هناك تقاليد منذ قرنين للرسوم التي تزدري المقدسات، الديانات، الشخصيات، في إطار ما يسمى الحريات الأساسية، كالتعبير والتفكير، الضمير.
 
مردفا، وكان على مسلمي فرنسا اللجوء للمحاكم وان يتصرفوا بطريقة حضارية لا بالقتل أو الاعتداءات، ورأى :" كان عليهم التعبير بان هذه الرسومات لا تمس بالرسول، ويغفروا ليعكسوا روح العفو في الإسلام."
 
كيف يمكن الفصل بين عدم الإساءة للمسلم الفرنسي، والحفاظ على مقومات الجمهورية الفرنسية، وشدد غالب بن الشيخ الحسين، رئيس مؤسسة الإسلام في فرنسا، ليس كل المسلمين متورطون في عملية ذبح المدرس الفرنسي، وقاتل المدرس رجل عديم التربية ولا يمت بتاتا للمسلمين بشيء حتى وان رأى في عمله انتقاما لشرف النبي.
 
موضحا، مسلمي فرنسا يعانون الأمرين، حيث وجدوا أنفسهم بين مطرقة التزمت والتطرف والتقهقر والتوقع، وعدم الفكر النير، وبين سندان اليمين المتطرف الذي يقيم للإسلام والمسلمين البغضاء والكراهية.
 
الرئيس بريء 
لافتا، وشهادة لله الرئيس الفرنسي حينما قال " نحن لا نتنازل عن الرسوم الكاريكاتورية"، لم يكن يقصد بالذات الرسومات الحالية للرسول، بل الرسومات كلها، كون المجلة تسخر من المسيحية واليهودية أيضا."