كتب – روماني صبري
قال المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس بالقدس، أننا كمسيحيين متشبثين بإيماننا المسيحي وبقيمنا الروحية والإنسانية والأخلاقية التي نستمدها من روح الإنجيل المقدس ورسالته ، وانطلاقا من هذه الروحانية المسيحية فإننا نعلن رفضنا للتطاول على الأديان ورموزها لان هذا يمكن ان يؤدي الى تكريس صراعات وخلافات وانقسامات وتصدعات في مجتمعنا نحن بغنى عنها .
مضيفا في كلمته، خلال ندوة الكترونية بعنوان " لا لخطاب التحريض ولا للتطاول على الأديان ورموزها" بمشاركة عدد من رجال الدين المسيحي والإسلامي في فلسطين، أعلنا موقفا رافضا ومستنكرا للإساءة التي تعرضت لها الديانة الإسلامية في فرنسا ولكننا في نفس الوقت نرفض كافة الإساءات التي تتعرض لها الأديان في عالمنا والتي لا يجوز التطاول عليها بأي شكل من الأشكال، وجاء نص باقي تصريحاته كالأتي :
أقول لإخوتي المسلمين الذين نعايدهم اليوم بمناسبة ذكرى المولد النبوي بأن رفض الاساءات التي تعرضت لها الديانة الإسلامية في فرنسا انما هو واجب على كل مسلم وعلى كل مسيحي ، ولكن لا يجوز ان يتحول هذا الرفض الى اساءات لديانات اخرى وهنالك نفر من المشبوهين المدسوسين الذين عملوا على الاساءة للديانة المسيحية برسومات وكلمات لا يمكن ان يقبلها اي انسان .
فالإساءة لا ترد بالإساءة وانما بخطاب المحبة والتسامح والوحدة والاخوة والتلاقي لا سيما ان المسيحية براء من هذه الاساءات ومن هذا التحريض سواء كان في فرنسا ام في غيرها من الاماكن .
نحذر من مغبة ان يقوم طابور خامس ومرتزقة وعملاء اصحاب اجندات معروفة باستغلال الوضع الذي نمر به اليوم بهدف بث سمومهم في مجتمعنا والتطاول على اخوتنا ولُحمتنا والتي هي امانة في اعناقنا ويجب ان نحافظ عليها .
لا يمكننا ان نقبل بأن يتم التطاول على الديانة الاسلامية في فرنسا وفي اي مكان في هذا العالم فهذا امر نرفضه ونستنكره جملة وتفصيلا ، كما اننا لا يمكننا ان نقبل بمن يسيئون للرموز الدينية المسيحية وهم من خلال ذلك يسعون لتكريس ثقافة الكراهية والانقسام والتشرذم في مجتمعنا وفي مشرقنا .
علينا ان ندرك جيدا ان هنالك اعداء لنا يعملون في الخفاء وهم كخفافيش الظلام ويستغلون كل شيء لبث سموم الحقد والعنصرية في مجتمعاتنا .
وكما اننا يجب ان نكون موحدين مسيحيين ومسلمين في مناهضتنا للاساءات بحق الديانة الاسلامية يجب ان نكون موحدين ايضا في رفضنا للتطاول على الديانة المسيحية والتي هي ليست بضاعة مستوردة من الغرب كما يظن بعض الجهلة الذين لم يقرأوا التاريخ جيدا ، بل بلادنا وارضنا المقدسة هي مهد المسيحية والتي منها انطلقت رسالة الايمان الى مشارق الارض ومغاربها .
نحن مسيحيون وسنبقى كذلك متشبثين بإيماننا محبين لكنيستنا ومدافعين عن حضورنا العريق في هذه الارض المقدسة ، وكما نرفض التطاول على قيم ايماننا وتاريخنا وتراثنا نرفض ايضا اي تطاول على اخوتنا المسلمين في مقدساتهم ورموزهم الدينية.
نعيش في مرحلة نحتاج فيها الى الحكمة في مواجهة ثقافة التجهيل والتخلف التي يريدنا البعض ان نكون غارقين فيها ، فبوعينا وحكمتنا ووحدتنا نحن قادرون على افشال مؤامرات اصحاب الاجندات الخاصة والذين يخدمون جهات معروفة بهدف تقسيمنا وشرذمتنا واثارة الضغينة والكراهية في مجتمعاتنا .
علينا الا ننسى بأن اولئك الذين وضعوا مشروع السايسبيكو قبل عشرات السنين انما يعملون اليوم على مشروع سايسبيكو جديد هدفه تقسيم المقسم وتجزئة المجزء ويجب ان نكون واعين لهذه المؤامرات التي تغديها جهات معادية في الخارج بهدف تدمير مشرقنا والنيل من وحدة ابناء هذا المشرق وخاصة في فلسطين الارض المقدسة .
نرفض التطاول على الرموز الدينية كلها ونرفض ايضا اي تحريض طائفي واي مشروع لاثارة الفتن في اوطاننا وفي مجتمعاتنا فهذه امور يجب ان نرفضها وان نكون على قدر كبير من الحكمة والرصانة لكي نفشل هذه المشاريع المعادية .