"يا حزن ليه ساكن ملامحي.. وبقيت كأنك حتة مني، الدنيا دايرة غصب عني.. ف إيديا ايه غير إني أغني"، محمد منير حالة غنائية خاصة، لقبه عشاقه بـ"الكينج" الذي تربع على عرش الغناء، وأصبح ملكًا متوجًا، مع أغانيه "نرقص ونطير ونغني.. حاسس إني كأني برجع طفل صغنطوط".
مع بداية شهر أكتوبر الجاري، وبالتحديد يوم 10 احتفل عشاق محمد منير بعيد ميلاده الـ66، وفي الوقت الذي كان يردد محبوه "شكلني بطعم الأفراح.. لوني بلون التفاح"، كان الكينج "يسكن بيوت الحزن"، ولم يحتفل بيوم ميلاده حزنًا وألمًا على فراق "ذراعه الأيمن وعقله المدبر وأجندة حياته" محمود أبا يزيد، زوج شقيقته وابن عمه، الذي غادر دنيانا في شهر يناير 2020، "واشمعنى المعنى بيعرفني.. لو باتت في قلوبنا جراح".
"فى دايرة الرحلة طرق بينا تخلى.. آه يا حبيب عمري وصُحبتي وقمري"، 19 يومًا تفصل بين عيد ميلاد محمد منير، وصديقه المقرب محمود أبا يزيد، الذي يقضي عيد ميلاده الأول اليوم، بعد 10 أشهر من الغياب عن هذه الحياة، كلاهما من مواليد أكتوبر، جمعتهما قرابة الدم، وصلة النسب، وشهر الميلاد، ومشوار الكفاح في عالم الفن.. الكينج يعلنها دائمًا "لسه الأغاني ممكنة"، بينما كان صديقه أبا يزيد، يقف بجواره داعمًا، ممسكًا بـ"أجندة" ينظم المواعيد والحفلات، واللقاءات.
يقفان بجوار بعضهما البعض، كتفًا بكتف، "طول ما محمود جنبي أنا تمام التمام"، عبارة كان يرددها محمد منير، ليؤكد لمن حوله أن محمود أبا يزيد هو "صمام الأمان"، وهو ما كان يشعر به أصدقاء الكينج "مفيش خطوة بيخطيها منير إلا لمّا محمود يكون عارف"، "هيعمل ايه من بعده.. منير اتكسر النهاردة"، وغيرها من العبارات التي كان يرددها المقربون خلال مراسم عزاء "أبا يزيد" الذي انهار فيه الكينج باكيًا.
"كان له تأثير كبير في كل خطواتي الفنية ومثالًا للتفاني والإخلاص"، عبارة لخّص بها منير علاقته بزوج شقيقته ومدير أعماله محمود أبا يزيد خلال مشواره الفني الذي بدأه منذ أكثر من 40 عامًا
"اسألوا محمود.. أبا يزيد هو اللي عارف"، كلمات أحيانًا يقولها محمد منير، لمن حوله عندما يسألوه عن أموره الفنية بعد رحيل مدير أعماله، الذي أصبح من بعده يعيش وحيدًا حزينًا بعد أن فقد الرجل الذي كان يصاحبه مثل ظله، كان "قلب كله حنان وعطف.. يخطفه من الحزن خطف".
"الله يرحمك يا حبيبي و يحسن إليك، أول عيد ميلاد ليك في الجنة إن شاء الله، وحشتني أوي، فضلًا و ليس أمرًا الفاتحة على روح أبويا"، كلمات كتبها نجل محمود أبا يزيد، عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، في يوم ميلاد والده، الذي بكى فيه محمد منير اشتياقًا لرفيق دربه "خدني لحضنك إروي حنينك.. وإقسم حزنك بيني وبينك.. وإرضى بكل اللى بيتقسم.. ده المكتوب مكتوب".
