كتبت - أماني موسى
 
قال الكاتب والإعلامي إبراهيم عيسى، أن جماعة الإخوان جماعة غادرة، أسسها حسن البنا وأحياها الرئيس الراحل أنور السادات بعد أن كانت عظامًا.
 
وأضاف في برنامجه "أصل الجماعة"، كانت مهمة الإخوان في عهد الرئيس الراحل السادات أن تكون الجناح الذي يتحالف من خلاله السادات مع الغرب والأمريكان والسعودية، كما أنها الجماعة التي تنهي التيار اليساري في الشارع وتخلصه من خصومة السياسيين الذين يستهينون به ويمنعونه عن تنفيذ المخطط الذي يخطط له السادات، وهو القضاء على الفكر القومي العربي الناصري، تحت شعار الصحوة الإسلامية.
 
وقام عناصر جماعة الإخوان بالتجهيز للتأسيس الثاني للجماعة وتنظيمها، وكان بطل هذه المرحلة مع السادات عمر التلمساني مرشد الجماعة الثالث، الذي أدرك أن عليه وعلى عاتق هذه الجماعة إعادة بناء أربعة ركائز ليعيد الجماعة مرة أخرى للمجتمع المصري بقوتها وسيادتها وانتشارها، الركيزة الأولى كانت خطاب جماهيري شعبي عاطفي يعبر عن الحلم الإسلامي ويؤسس لمشروع إسلامي يبشر به الإخوان، والركيزة الثانية هي وجود شخصية محورية يلتف حولها أبناء التنظيم والحركة الإسلامية ككل، والركيزة الثالثة وعاء تنظيمي مركب يضمن تمويلا جيدًا وبيعة رسمية ويكون دافعًا ورافعًا للدعوى والحركة الدعوية، والركيزة الرابعة هي أفراد يملأون الأماكن الشاغرة للإخوان، بديلاً عمن تركوها أو غادروا البلاد هربًا من ملاحقات أمنية.
 
وأضاف عيسى، لم يكن عمل التلمساني وجماعته كان على التوازي وتم العمل على الأربعة محاور في آن واحد، وترسيخ فكرة شعبية لدى العامة إن كل ما تعانيه الدولة هو نتيجة البعد عن الدين، والحل هو العودة للإسلام، وانطلق الشيوخ والوعاظ على المنابر ينقضون على الحياة الاجتماعية بداية من الفن والفنانين، أسلوب حياة المصريين وملابسهم، وحتى كرة القدم، انتهاءًا برفضهم الحياة السياسية على اعتبار أن الحاكم لا يطبق الشريعة الإسلامية.
 
وهنا تجد دور الشيخ الإخواني عبد الحميد كشك، وطريقته المميزة في أداء الخطب التي كانت تساهم في تجريف الحياة العقلية وتدفع بالإيمان بأن هناك حياة إسلامية مفقودة وأن المفقود لو عاد ستحقق كل آمال وأحلام البسطاء، وساهمت خطبه في هروب الكثير من الشباب من واقعهم والعيش في أحلام وأوهام الحياة الإسلامية، بالإضافة إلى الجماعات السرية التي ساندت دولة السادات.
 
وأردف عيسي، أنه من المفارقات العجيبة أن الشيخ كشك كان طوال الوقت يسب ويلعن ويسخر ويضرب في سمعة وقيمة ومكانة السيدة أم كلثوم، وكشف الموسيقار الراحل عمار الشريعي أنه كان يذهب إليه ليستمع إلى أغانيها وحين سأله الشريعي لماذا تهاجمها في العلن إذًا؟ فأجابه دة أكل عيش.
 
وتابع، الدولة سمحت ببرامج دينية ذات توجه فكري معين، فكان برنامج نور على نور للإخواني أحمد فراج وضيفه الشهير الشيخ الشعراوي، وكان هذا الخطاب الموجه للجماهير غير باعثًا على الاستنارة أو إعمال العقل، وكانت خطبه تمجد في الماضي وتصرف الناس والشباب على التفكير بالمستقبل، خطاب مخدر عاطفي، وانتشرت كتب تبرأة الإخوان وإعطائهم صك المظلومية واتهام عهد عبد الناصر بظلمهم.