12 عاما في التعليم قبل الجامعي، و4 سنوات دراسة في التعليم الجامعي بكلية أصول الدين، جامعة الأزهر بمحافظة أسيوط، ذاكر، اجتهد، تعب، سهر، دون يأس، بهدف الوصول إلى أعلى المرتبات وتحقيق حلمه الكبير بأن يكون أستاذا جامعيا، لكن بعد تخرجه بتقدير عام "جيد جدا" مع مرتبة الشرف وحصوله على المركز الثالث على مستوى دفعته، وجد نفسه بلا عمل، ولم يستفد من التعليم في أي شيء.
يمر شريط العمر أمام عيني أحمد سمير، 28 عاما، يتذكر سنوات الدراسته والاجتهاد، وسهر لليالي، يلاحقه حلمه الذي لم يتدخر جهدا لتحقيقه، قبل أن يسقط على رأسه في النهاية، ويجد نفسه عاملا في المعمار، لا يمتلك من كفاحه العلمي سوى شهادة يحتفظ بها في درج مكتبه.
"أحمد" بعد تخرجه
يحكي "أحمد" ما حدث له بعد تخرجه: "بعد ما اتخرجت كان فيه مسابقة اسمها معلم مساعد قرآن كريم، اللي بينجح فيها بيبقى مدرس قرآن في الأزهر، قدمت فيها، امتحنت في أسيوط امتحان ونجحت فيه، وبعدين جات لي التصفية في القاهرة، ورحت امتحنت".
بعد امتحانه الثاني في القاهرة، الذي سيحدد ما إذا كان سينجح "أحمد" ويصبح مدرسا مساعدا أم لا، فوجئ برسالة وصلته على البريد بأنه فشل في الاختبار: "قالوا لي إني متوفقتش في الاختبار، وإن درجة الامتحان لا تؤهلني، بعدها بكم يوم عرفت إن في حد ماكنش حافظ القرآن كله وأقل مني في التقدير ونجح، المفروض أنا مرتب على الدفعة".
لم يستطع الشاب، أن يقدم تظلما، لأن الامتحان كان شفويا: "لو هاعمل تظلم هاعمل تظلم على إيه، الامتحان كان شفوي، ماتقدرش تاخد حقك، مفيش ورقة نعيد تصحيحها".
الماجستير.. تمنعه الظروف
حاول "أحمد" منذ عامين أن يحصل على "الماجستير"، وأتته منحة من جامعة الأزهر، لكن كان يتحتم عليه الحضور بنسبة 70%، ولظروف السفر من أسيوط إلى القاهرة، لم يلتحق: "قدمت ماجستير من سنتين، لكن ظروفي ماسمحتش فامروحتش، وكمان أنا متجوز وعندي طفل ومصاريف، فكان صعب".
ندم وحسرة
"لما تبقى من أوائل الدفعة ومش لاقي شغل بقالك شهرين، الواحد صعبان عليه نفسه إنه اتخرج بتقدير عالي ومرتب على الدفعه كمان"، كلمات قالها "أحمد" بكل أسى، معبرا عن حالة اليأس التي وصل إليها: "الواحد قرب يوصل لمرحلة إنه يندم، لأنه اتعلم واجتهد وذاكر".
![](https://images.copts-united.com/uploads/4264/69_20201103092733.jpg)
![](https://images.copts-united.com/uploads/4264/69_20201103092747.jpg)