كتب – روماني صبري
الصور الكاريكاتورية للرسول التي نشرتها مجلة "شارلي ايبدو" الفرنسية، هناك من يراها حرية رأي وتعبير، وعلى الجانب الآخر هناك من يرى فيها إساءة للدين، وقال الرئيس الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، انه يعارض هذه الرسوم لكن القيم الجمهورية العلمانية لبلاده لا تقف ضد حرية التعبير، ما اعتبره مسلمون إهانة لهم ولدينهم، فأعلنوا مقاطعة البضائع الفرنسية، وكان قتل مدرس التاريخ الذي عرض الكاريكاتير على تلاميذه من قبل شاب مسلم فصل رأسه عن جسده، السؤال اليوم صور الكاريكاتير هل هي حرية تعبير أو إهانة للدين الإسلامي؟.
لمناقشة ذلك قال د.صادق موصلي، رئيس المجلس الأعلى للمسلمين في نيدرزاكسن، أن نشر صور كاريكاتورية لرموز دينية هي حرية رأي وتعبير، وأيدته في ذلك سونيا كريمي، نائبة فرنسية من أصل تونسي عن حزب الرئيس ماكرون "الجمهورية إلى الأمام."
بالغوا حين قاطعوا
واعتبر موصلي خلال حلوله ضيفا على برنامج "جعفر توك"، المذاع عبر فضائية "دويتشه فيله"، الرسوم الكاريكاتورية مسيئة للمسلمين، وشدد على انه مع قانون يمنع التعرض للرموز الدينية، لافتا إلى أن مقاطعة البضائع الفرنسية حرية شخصية، وانه حتى الآن لم يقاطع، مشيرا إلى انه قد يقاطع، وان المقاطعة قرار مبالغ فيه، إلا انه رد فعل سلمي.
لافتا، ارفض العنف ردا على الرسومات، ولست أدافع عن الإسلاميين، وحرية التعبير جزء أساسي للعلم من الثقافة الإسلامية، لكني ارفض أن اعبر عن رأيي في أمر ما فيزعج ذلك الآخر.
وهل يعني ذلك أن نقتل الناس !
أما سونيا فرات أن لكل إنسان الحق في إبداء رأيه حول هذه الرسوم ، لافتة :" ممكن استاء لكن لا يعني هذا أن اشرع في قتل الناس، كما فعل البعض، لذلك لن استطيع بالرد نعم أو لا، نعم ارفض قطع رؤوس البشر.
لافتة، نفس المجلة كانت نشرت صورا تسخر من الديانة اليهودية، وأنا مع حرية التعبير ولا أرى في ذلك أي إساءة للأديان، ومقاطعة البضائع الفرنسية من قبل مسلمين أمر غير مبرر.
يحق للجميع الرد على رسالة الدين
وفي السياق ذاته، تحدث محمد امخيطير، رئيس منظمة تنويريون بلا حدود في فرنسا، عن حرية التعبير، قائلا :" إذا عدنا إلى القران نجد فيه آية تقول " يا أيها الناس إني رسول الله إليكم كافة"، أي أن النبي هنا قدم نفسه كرسول للناس كافة، وليس لفئة معينة، وهناك من تقبل رسالته وهم المسلمين، أما الذين لم يتقبلونها فمن حقهم الرد عليها بالأسلوب الذين يرونه مناسبا.
لافتا، الرسوم الكاريكاتورية لشارلي ايبدو حرية رأي وتعبير، ولا تعتبر إساءة لمشاعر احد، لان من يربط مشاعره بأمور العامة ليس على صواب بل خطأ."
الإسلاميين مزدوجي الشخصية !
وعادت سونيا كريمي، النائبة الفرنسية من أصل تونسي عن حزب الرئيس ماكرون "الجمهورية إلى الأمام"، على خط الحديث قائلة :" تعرض الإسلاميين لقمع في البلدان العربية والإسلامية جراء أفكارهم، فاحتضنتهم الدول الأوروبية التي يصفونها بالكافرة، كونها تعمل بجوهر العلمانية، ولفتت :" هذه البلدان الأوروبية كفلت الحريات الشخصية للإسلاميين الذين تركوا بلدانهم الإسلامية الأم.
مشددة :" الحريات المطلقة في الغرب هي التي مكنت الإسلاميين من العيش بسلام داخل المجتمعات الأوروبية.