مينا حبيب

عشر سنوات مضت منذ أن انهيت دراستي في الولايات المتحدة. سافرت في منحة دراسية اخذتني مباشرة من مدينتي المنصورة إلى أمريكا. حينها اكتشفت هشاشة الحلم الأمريكي بعد أن رأيت أمريكيين يفترشون الأرصفة ويشاركون الحيوانات في البحث عن طعامهم وسط القمامة في الوقت الذي كنا نظنها أعظم وأغنى بلاد الدنيا. لم اتعرض حينها فقط لصدمة حضارية ولكن ملفات كثيرة اكتشفت فيها امريكا بشكل أقل بكثير من توقعاتي قبل أن تطأ قدمي أرضها.
 
أدركت حينها أن الصورة التي ترسمها أفلام هوليود  للحياة في امريكا ليست صحيحة وان الأمريكيين كغيرهم من شعوب العالم يكسرون إشارات وقوانين المرور ويعانون من الواسطة والمحسوبية والفساد بدرجات متفاوتة.
 
ومع ذلك لم أكن أتخيل أن أرى مثل هذا الصدام الكائن حاليا بين مرشحي الرئاسة الأمريكية واتهامات بالتزوير والفساد على أعلى المستويات وتوقعات بحرب أهلية اتمنى ألا تحدث وان تصحب السلامة أبناء الشعب الامريكي. 
 
للأسف يقف العالم اليوم يشاهد ويضحك من سخرية الواقع التي فاقت التوقعات وقدمت سيناريوهات جديدة لتساعد مؤلفي أفلام هوليود وتثري خيالهم لمنافسة هذا الواقع الذي صار اغرب من الخيال وبات الحلم الأمريكي في خطر أن يتحول الى كابوس. حفظ الله مصر من كل شر ولتكن أرضها وشعبها دوما مباركين.