طالما شغل سؤال "أين توجد السعادة الحقيقية؟" بال الكثيرين، لكن دراسة أجريت مؤخراً حسمت الجدل بالتأكيد على أن بعض الأشخاص منذ ولادتهم وهم يعيشون في سعادة وراحة بال مقارنة بغيرهم، بما يشير إلى أن الإحساس بالرفاهية قد يكون كامناً في جيناتهم، ولكن جزئيا فقط.

 
وذكر موقع "روسيا اليوم"، عن المعالجة النفسية سوزان زين، من مركز Susan Zinn Therapy في سانتا مونيكا، بكاليفورنيا، قولها إن الجينات تشكل ما يقدر بنحو 40% من القدرة على أن نكون سعداء، لكن هذا لا يعني أنك إذا لم تكن مولوداً بجينات معينة، فمن المقدر أن تكون غير سعيد.
 
وتشير "سوزان" إلى أنه "من الممكن إعادة توصيل أدمغتنا من أجل السعادة"، لأن الـ 60% الأخرى من السعادة ترجع إلى نمط الحياة وعوامل بيئية أخرى.
 
تتحدد السعادة عادة من خلال 3 مكونات رئيسية، وفقا لما قالته "سوزان" وهي:
 
يتحدد ذلك بناءً على تجارب الماضي والحاضر والمستقبل، فمن الممكن أن يؤثر الماضي في الرضا عن الحياة في المستقبل، وعلى سبيل المثال، إذا كان الشخص يعاني من صدمة ما في الماضي، فقد يعتقد أن مستقبل لن يكون مرضياً لأنه يتخيل أسوأ السيناريوهات.
 
- الرضا عما تفعله يوميا
سواء كان ذلك في العمل أو في العلاقات بالآخرين أو في وقت الفراغ، من المهم أن يشعر الشخص بالاستثمار في الأشخاص الذين يقضي معهم وقتاً من حياته، أو في الاستثمار في حياته المهنية أو هواياته.
 
- تحديد الهدف في الحياة
قد يوصف هذا بالشعور بأن ما يفعله الشخص في الحياة مهم، وأن لديه أهدافا أو تطلعات، أو ربما سيساعد ما يفعله الآخرون.
 
هل يوجد جين للسعادة؟
تشير الأبحاث إلى أننا من الممكن أن نرث التفاؤل واحترام الذات والسعادة، ومن هذا المنطق، هناك جينات قد تجعلك أكثر سعادة، وعلى سبيل المثال، وجدت دراسة أجريت عام 2011 أدلة على أن الأشخاص الذين لديهم شكل معين من جين يسمى 5-HTTLPR يشعرون برضا عن حياتهم.
 
وبعد فحص الحمض النووي لما يقارب 300 ألف شخص، ربطت دراسة أجريت في عام 2016، بين السعادة والجينات، وحدد الباحثون ثلاثة متغيرات جينية محددة مرتبطة بالرفاهية، لكنهم وجدوا أيضاً أن هذه الاختلافات الجينية لم تكن العامل الوحيد في السعادة، حيث ساهم تفاعل الوراثة والبيئة في صنع هذا الشعور.
 
هل يمكنك أن تتعلم أن تكون أكثر سعادة؟
بغض النظر عن التركيبة الجينية، هناك طرق يمكن من خلالها تعلم أن نكون أكثر سعادة، حتى في الأوقات الصعبة، ويمكن صقل سمات أخرى، مثل المرونة، بمرور الوقت، وتقول "سوزان": "لديك خيار، الأمر لا يختلف عن تحديد ما نرتديه أو نوع الطعام الذي نطلبه، وعندما يتعلق الأمر بالسعادة، هناك الكثير الذي يمكننا القيام به حيال ذلك".
 
وتوضح المعالجة النفسية، أن إحدى الطرق لتحقيق حالة أكثر سعادة هي التخلي عن السعي إلى الكمال والتركيز على النجاح، مضيفة أن ربط السعادة بالكمال والنجاح أمر شائع، لكنه يقود إلى التركيز على قمة ما تريد تحقيقه بدلاً من رحلة ما يحدث على طول الطريق.
 
وعلى الرغم من أن الأبحاث تشير إلى أن السعادة موروثة إلى حد ما، إلا أنك لست مقيداً بالحمض النووي الخاص بك، حيث تتطلب القدرة على الشعور بالسعادة الممارسة، ويمكن تحقيقها بالعقلية الصحيحة، ويعد العمل التطوعي، والتمارين الرياضية، والطبيعة، والشعور بالامتنان، بعض الأساليب التي يمكن القيام بها لزيادة الشعور بالرضا عن الحياة والرفاهية والهدف، وفي النهاية السعادة.