عرض/ سامية عياد
"دعيت وأنت عبد فلا يهمك .. لأن من دعى فى الرب وهو عبد فهو عتيق الرب" نحن عبيد مخلوقون من تراب ، وقد أخذ الرب يسوع صورة عبد بتجسده ، وقد وصف الآباء الرسل أنفسهم عبيد لله ، ونحن نصلى فى طلبة ختام التسبحة (نحن عبيدك) ..
القمص بنيامين المحرقى فى مقاله "عبد يسوع المسيح" وضح لنا نوعان لعبودية الإنسان النوع الأول : عبودية الإنسان للخطية ، حينما تتملك الخطية الإنسان ولا يقدر أن يقوى عليها ويحدث هذا حينما يسقط الإنسان فى خطية ويرفض تبكيت الروح القدس بتكرار الخطية ، فتتملكه ويصبح عبدا لها والنهاية المحتومة بالطبع معروفة لهذا الشخص ، النوع الثانى : عبودية البر ، وهو الخضوع لله المخلص ، والتحرر من عبودية الخطية من خلال حياة الجهاد الروحى واقتناء الفضائل ، من خلال النعمة الممنوحة لنا من عند الله فهى تعين الإنسان على ضعفه وتكسر سلطان الخطية كقول معلمنا بولس الرسول "إذا لا تملكن الخطية فى جسدكم المائت لكى تطيعوها فى شهواته" الى أن نصير "عبيدا للبر" ونقتنى خلالها نقاوة القلب وحياة القداسة وننعم بالحياة الأبدية .
إذا أحب الإنسان الله صار عبدا له ، عبودية البر ، فبكامل الحرية يخضع الشخص لله ويجعل أفعاله وأقواله وفكر قلبه مرضية أمام الله ، هذه العبودية هى الحرية الحقة حرية أبناء الله ، فقد حررنا الابن من عبودية الخطيىة بتجسده وصلبه وقيامته "لا أعود أسميكم عبيدا لأن العبد لا يعلم ما يعمل سيده لكنى قد سميتكم أحباء" ولكننا عبيد البر بمعنى الخضوع للرب والعمل بوصاياه المحيية .
الخضوع لله هو قمة الحرية ، حينما نخضع لله مخلصنا ننعم بحياة القداسة ونقاوة القلب وننعم بالحياة الأبدية ، هذه هى الحرية الممنوحة لنا بدم الرب يسوع الثمين ، فإذا كان العبد يفعل إرادة سيده ، فماذا لو كان السيد مصدر حياة العبد وفاديه ..