بقلم : ارنست وليم

خرج علينا السيد اياد جمال الدين في برنامج استاذنا الكبير إبراهيم عيسى "مختلف عليه" محتدا غاضبا في حديثه عن رئيس فرنسا السيد ماكرون قائلا : " ليس هذا الصليبي المسيحي الاغلف من سيصلح لنا ديننا "
والحقيقة لا يخفى على احد اعجابي بالسيد أياد جمال الدين وعقله وفكره ، وكنت منتظرا ان اسمع منه الكثير والكثير مما خفي علينا واختلفنا فيه وهو بثاقب نظره وسعة اطلاعه وانه من المستنيرين من ابناء هذا الدين الذي على عاتقهم هم اصلاح المفاهيم ورفض التضارب بين الدين كروحانية والدين كأيدلوجية تدمر الفرد والدولة والرحانية . ولكن هذا لا يمنع انه في هذا القول لا يمكنني إلا ان اقول لسماحته ان هذا القول ليس فقط فيه عنصرية وجهل بالقضية بل فيه سوء ادب .
 
لقد قبلت سماحة السيد الخروج مع الاخ رشيد وهو مسيحي يدافع عن الحروب الصليبية ويسب الاسلام ليل نهار ويقول ان الاسلام نفسه ازمة وغير قابل للتهذيب ، ثم تنفعل كل هذا الانفعال على رجل يقول ما تقول سماحتك وهو أن الاسلام يمر بأزمة لأنه مختطف من تيارات اصولية متطرفة فهو لا يرى في الاسلام كدين عدم قابلية للعيش في سلام مع قيم الجمهورية بل فيمن يستخدمونه مبرر للإرهاب . وهو يدعوا إلى ان يقوم القائمين على هذا الدين بفصل الدين عن الايدلوجيات الارهابية ، وانه لمن التعسف ان ننسب له او لأي فرنسي ادعاء اصلاح الاسلام نيابة عن اهله ، فهل هذا ما يسمى الفجر في الخصومة ؟
هل اعتذرت عن هذه العنصرية بسب رجل بانه "اغلف" ، وعن سوء الادب في تحويل كلمة "مسيحي" لسبة ، والفتنة عند الاشارة إلى الحروب الصليبية في هذا الموضع وكأنها فعلا حرب صليبية معلنة ، لم يعلنها إلا دعاة فتنة من طرف واحد مازوم فعلا أو اصحاب خيال مجنون لنيرونات اخطابوطية متسرطنة استولت على تلافيف الدماغ ؟
 
او لا تعتذر فهذا شأنك ، ولكن هل شرحت لنا هذا التناقض إن لم يكن له تفسير اخر غير "العوار" الكاشف عن عنصرية واستعلاء بالقومية والدين معا ، وهو عين ما تتهم به غيرك وحسبناك فوق هذه وتلك ، وانه عند المحك لست في هذه بخير ممن توجه لهم سهام نقدك ؟
 
لا نخفي اعجابنا بك في غير هذه ، وعلى قدر الاعجاب كانت الخيبة في رجل دين احسنا ومازلنا نحسن به الظن ، ونقول لعلها زلة لسان ، ومازلنا على الامل بك ننتظر منك ومن امثالك الكثير والكثير في سبيل الخروج من الازمة التي يمر بها الاسلام ، والتي نطق بها لسان ماكرون ، والتي ما انفككت تحدثنا عنها .