أنا من عشاق الآيس كريم رغم أنى بلا شك قد تجاوزت مراحل الطفولة والشباب أيضا. عمرى خمسة وخمسون عاما ولا أستطيع التوقف عن تناول الآيس كريم عصر كل يوم. أنا لا أدخن ومعتدل فى عاداتى وإن كنت مريضا بالسكر لكنى أواظب على العلاج. ما يقلقنى هو ذلك الصداع الذى يفاجئنى دائما بعد تناول الآيس كريم ويستمر لأكثر من نصف الساعة ثم ينحسر ربما قبل تناول المسكن. هل تلك مقدمة للسكتة الدماغية.

 

أوافقك فى أن من حق الإنسان أن يحتفظ ببعض الصغائر التى تسعده والحرمان منها قد يترك أثرا أبلغ على النفس. إذا كنت من عشاق الآيس كريم ومريض بالسكر فى ذات الوقت فلك أن تسأل نفسك أيهما يجب أن تحب أكثر. الآيس كريم خليط مثلج من السكر والدهون وأحد المذاقات الطبيعية أو الصناعية للفاكهة أو الشيكولاتة وربما اللبن وحده. أنا لا أحاول تخويفك إنما أتمنى فى ضوء تلك المعلومة أن تختار وأن توازن.

 

 

إذا رجحت كفة الآيس كريم فحاول أن تختار دائما الأقل فى محتوى السكر وبالطبع من الأفضل أن تتخير دائما المصنوع من عصير الفاكهة (السوربين) فقط دون إضافة اللبن ومنه نكهات طبيعية منعشة ومفيدة مثل الليمون والنعناع.

 

صداع الآيس كريم ــ أو الماء البارد والمثلج ــ أمر معروف لدى البعض نتيجة لتغيير ولو بسيط فى درجة حرارة الدم الصاعد للمخ. نفس الأثر يحدث نتيجة زيادة ولو طفيفة فى كم الدم السارى فى شرايين المخ إذ يرتفع الضغط نتيجة ما تحدثه كمية الدم الزائدة فى الشرايين من إتساع مفاجئ لاستيعابها.

 

لكن الأمر يعود إلى ما عليه مرة أخرى حينما يعود الشريان إلى حجمه الطبيعى نظرا لمرونته التى تتيح له الانقباض والاتساع فى حدود بصورة طبيعية تماما. لا علاقة للآيس كريم بإمكانية حدوث جلطة مفاجئة إنما الأمر راجع فى النهاية لحالة شرايين المخ إذا ما أصابها التصلب نتيجة لتراكم الدهون على جدرانها الداخلية.