اتهامات للباعة الجائلين والأحياء ومسئولى الكهرباء بالتسبب فى الكارثة.. ودوريات للصيانة والإنارة ومطاردة سارقى التيار بالأحياء
ضاعت الحقيقة وتبادل الجميع الاتهامات، حول المسئولين عن تحول أعمدة الإنارة فى الشتاء إلى مصيدة لقتل المواطنين، أو التسبب فى إحراق ممتلكاتهم فى محافظة الإسكندرية، فى ظل انعدام الرقابة، لتأتى المحصلة كارثة تتكرر كل عام مع سقوط الأمطار، وهو ما تكشفه قراءة سريعة فى دفتر الأحوال خلال السنوات الأخيرة، تشير لاستمرار تكرار الكارثة موسميا رغم التحذيرات وحملات التوعية.
ففى كرموز، لقى عامل مصرعه صعقا بالكهرباء فى شارع يوسف الحكيم فى العام الماضى، وتبين من المعاينة أن الوفاة حدثت أثناء محاولته تخطى مياه الأمطار وملامسته أحد الأعمدة الحديدية الحاملة لتندة أحد المحلات، أعلاها كابل كهرباء لإنارة الشارع.
الأمر نفسه تكرر فى شارع 15 بمنطقة سيدى بشر، منذ ما يقارب أسبوعين، حيث نفق حصان بسبب الصعق الكهربائى، فيما نجا صاحبه من الموت، أثناء سيره بعربة «كارو» اصطدمت بأحد أعمدة الإنارة إثر هطول الأمطار بغزارة، جراء سوء الأحوال الجوية التى شهدتها المحافظة.
وشهدت المحافظة العديد من الحوادث التى راحت ضحيتها أرواح وممتلكات بسبب الكهرباء، آخرها حريق فى عدد من الأكشاك والمحال التجارية على شريط الترام بمحطة مصر، بسبب ماس كهربائى، ما تسبب فى خسائر كبيرة لأصحاب الأكشاك.
رئيس قطاع شبكات المنتزه بشركة كهرباء الاسكندرية أحمد الغمرى، يرى أن بعض الاستخدامات الخاطئة من المواطنين يؤدى إلى كوارث حقيقية، وتزداد الخطورة فى فصل الشتاء، موضحا أن كارثة الأعمدة والكابلات المكشوفة تكون بسبب كسر عدد من المواطنين الأغطية وتقشير الأسلاك وربطها بأسلاك خارجية دون تغطيتها، لسرقة التيار الكهربائى، وهو ما ينذر بكارثة حقيقية على المارة بالأخص مع تجمع المياه بالشوارع.
وأضاف الغمرى، فى تصريحات لـ«الشروق» أن السبب الحقيقى فى أزمة أعمدة الإنارة هو الباعة الجائلون، الذين يتعمدون سرقة التيار الكهربائى، فضلا عن العاملين فى الخردة الذين يسرقون أغطية الأعمدة، كاشفا عن تصنيع الشركة أغطية الأعمدة من مادة «الفيبر جلاس»، وهو ما يجعلها لا تساوى ثمنا بالنسبة لسارقيها.
واستدرك: «لكن مشكلة الباعة الجائلين مستمرة، ومسئولية أعمدة الإنارة تتبع الأحياء، وعليهم شن حملات على سارقى التيار الكهربائى، كما على المواطنين الالتزام بتعليمات الصادرة من شركة الكهرباء والمحافظة، والبعد عن أعمدة الإنارة وعدم سرقة الأغطية تجنبا لتعريض الأهالى لخطر الموت».
أما مسئول لجنة التنمية المجتمعية فى حزب المصريين الأحرار بالإسكندرية محمد فريد، فقال إن مشكلة أعمدة الإنارة والكابلات المكشوفة، قاسم مشترك بين الأحياء فى المحافظة، وشركة الصرف الصحى، والشركة القابضة للكهرباء، والمواطنين، خاصة الباعة الجائلين.
وأكد فريد أن المشكلة الحقيقة تكمن فى تجمع المياه بالشوارع عقب سقوط الأمطار، وهذا ما حدث خلال اليومين السابقين، ما جعل أعمدة الإنارة تصعق كل من يقترب منها، بسبب الأسلاك المكشوفة.
وأضاف أن الأجهزة المسئولة تعمل على قطع التيار الكهربائى عن أعمدة الإنارة فور تساقط الأمطار بغزارة، وهو حل لمنع وقوع حوادث صعق للأهالى، لكنها ليست حلا نهائيا، ولابد من وجود حل جذرى والقضاء على هذه الكارثة، مع شفط تجمع المياه بالشوارع ومنع وصولها إلى أسلاك الكهرباء.
وشدد أحمد سالم، موظف يقيم فى غرب الإسكندرية، على أن مشكلة سرقة أغطية أعمدة الإنارة قديمة ومتكررة، على الرغم من التحذير منها كل عام تقريبا، ما يتسبب فى حوادث كثيرة خاصة فى الفترة الأخيرة.
وقال طارق إبراهيم إن أعمدة الإنارة خطر مميت فى فصل الشتاء فى شوارع الإسكندرية، خاصة على طلاب المدارس، حيث يلعب الطلاب وقت الشتاء بجوار الأعمدة، محذرا فى الوقت ذاته من الأسواق العشوائية التى تمتد بها أسلاك الكهرباء فى الهواء وعلى الأرض دون تأمين، ما قد ينذر بحدوث ماس كهربائى يؤدى لاشتعال السوق بأكملها، داعيا المسئولين للتدخل قبل وقوع الكارثة.
وقال رئيس حى شرق الإسكندرية محارب هيلع، إنه تنفيذا لتعليمات محافظ الإسكندرية محمد الشريف، تم تشكيل غرفة عمليات من الأجهزة المعنية بالحى تعمل على مدى الساعة، وتستقبل جميع شكاوى المواطنين فى مختلف الاختصاصات خلال نوة الأمطار التى شهدتها المحافظة.
وأضاف أنه يتم المرور الميدانى فى شوارع الحى لرصد تجمعات المياه، والمشكلات التى يتعرض لها المواطنون خلال النوة، مع تكليف فريق المتابعة الميدانية لرصد المعوقات وإيجاد حلول سريعة لها.
وتابع هيلع، لـ«الشروق»، أنه فى مجال الكهرباء تم حصر المشكلات فور بيان هيئة الأرصاد الجوية تتوقع هطول الأمطار، وتم العمل على توفير حلول جذرية لها، حيث تم تركيب 58 أبواب أعمدة إضاءة فى عدد من المناطق المختلفة فى نطاق الحى.
كما تم تركيب 21 غطاء لغرف التفتيش فى مناطق؛ شارع آلبرت الأول وشارع بهاء الدين الغتورى وغيرها، بالإضافة إلى عزل بعض أعمدة الإنارة التى ظهر بها ماس كهربائى، فضلا عن دوريات العمل على مدى اليوم لصيانة وإنارة الأعمدة فى شوارع حى الشرق، ومطاردة الباعة الجائلين الذين يسرقون التيار الكهربائى.