من مصرع الطفلة مليكة لحادث الهرم.. أزمات باص المدرسة متواصلة
"باص المدرسة"، الوسيلة التي تختلف عن باقي وسائل النقل بتفردها في مهمها بنقل التلاميذ، ربما تتشابه في الهيكل مع عدة أتوبيسات أخرى وقد ولا يميزها من الخارج سوى توقيع اسم المدرسة التابعة إليه على الجانبين، لكنه يبقى ما يحيط بها من مشكلات وحوادث حيث تحولت من وسيلة النقل إلى وسيلة قتل، والأداة المساعدة للتلاميذ لعبء مادي على أولياء أمورهم، أو قائمة روتنية يجب إجراءها قبل العمل وكسب الرزق منها كسائقين أو مشرفين.
17 إصابة بين المعلمين والطلاب بحادث أتوبيس الهرم
حادث مؤلم شهدته منطقة الهرم صباح أمس، بانقلاب أتوبيس خاص بأحد المدارس حيث بلغ عدد 17 إصابة ما بين 15 إصابة لطلاب وإصابتين للسائق والمشرفة الخاصة بالأتوبيس.
أداة قتل ودهس تحت العجلات
حادثة الهرم ليست الحادثة الأولى من نوعها، فكثيرا ما تحولت أداة النقل إلى أداة قتل حين أحالت نيابة أكتوبر أول، تحت إشراف المستشار المحام العام الأول، سائقا ومشرفة مدرسة للمحاكمة الجنائية، في واقعة مقتل الطفلة مليكة بمدينة 6 أكتوبر.
وكان أحمد صبحي والد الطفلة "مليكة"، التي توفيت أسفل عجلات الحافلة المدرسية قال إنه تلقى اتصالًا هاتفيًا من مستشفى الزهور يخبره بإصابة ابنته في حادث سيارة فأسرع إلى المستشفى، لكنه تفاجأ بوفاتها، ثم علم من شقيقها وعدد من الشهود أن أتوبيس المدرسة، هو من دهسها عقب إنزالها أمام المنزل.
وفي بني سويف وقع حادث وفاة لتلميذة بالصف الأول الابتدائي بمدرسة النزهة، إثر سقوطها من أتوبيس مدرسة الأقباط الخاصة بمدينة الفشن. وكانت "والدة الطفلة كانت برفقتها داخل أتوبيس المدرسة حيث أنها تعمل بالمدرسة، وكانت تصطحب نجلتها داخل الأتوبيس لتوصيلها لمدرستها، وأثناء وقوف الطفلة على باب الأتوبيس سقطت منه ولقيت مصرعها".
أرقام فلكية وبدائل اقتصادية
جانب آخر لأتوبيس المدرسة يعاني منه أولياء الأمور مع ارتفاع قيمة المصروفات عام بعد عام، اضطرهم في بعض الحالات إلى البحث عن بدائل خاصة لتخفيض السعر، وقام اتحاد أمهات مصر بالاهتمام بهذه القضية وتداولها عبر المجموعة الرسمية للجروب عبر مواقع التواصل الاجتماعي تعليم، بعد زيادة غضب واستياء أولياء الأمور من زيادة رسوم الأتوبيسات فى المدارس الخاصة إلى الضعف.
شروط لقيادة "باص المدرسة"
لا تنتهى الأمور المتعلقة بباص المدرسة عند الطلاب، وخصوصا مع إثارة العديد من المشكلات وضعت شروطا خاصة للسائقين، وقال المستشار بدوي علام، رئيس جمعية أصحاب المدارس الخاصة، في تصريحات صحفية سابقة إنه بسبب مشاكل الأتوبيسات والسائقين الكثيرة، بدأ العديد من المدارس الخاصة اللجوء إلى شركات السياحة بشأن باص المدرسة، بدلا من أن تأتي المدرسة بسائقين وتكون مسؤولة عنهم.
أضاف "بدوي" أنه هناك نوعين من المدارس الخاصة تختلف في تعاقدها مع سائقي باص المدرسة، النوع الأول هو الذي يستأجر الأتوبيسات من شركة سياحة، وتكون تلك الشركة هي المسئولة عن سائقي الأتوبيسات، وهناك النوع الآخر وهو الأقل من المدارس هي التي تمتلك أتوبيسات.
وأوضح "بدوي" أن المدارس التي تمتلك أتوبيسات تقوم بشكل دوري أو كل أسبوعين بعمل تحليل لكشف المخدرات للسائقين، وأن الشرط الوحيد في اختيار السائقين أن يكون معه رخصة قيادة من المرور مجددة أو سارية، أولى أو ثانية، قائلا: "الأولى يستطيع يقود بها أتوبيس كبير، والثانية يقود بها أتوبيس 27 راكبا".