عبد المنعم بدوى
عرفنا القتل بالعصى ، والشومه ، والنبوت ، وكذلك بالمسدس ، والبندقيه ، وبالسلاح الأبيض : كالسكين والخنجر والمطواه قرن الغزال ، كما عرفنا القتل بالسيارات الملغومه المفخخه .
لكن الجديد ما سمعناه هذه الأيام وهو القتل والأغتيال بطريقه مبتكره ، وفى الوقت ذاته شنيعه وبشعه ، ألا وهو " الأغتيال الأقتصادى للأمم " .
في كتاب " الأغتيال الأقتصادى للأمم " لجون بيركنز ، يعترف المؤلف بدوره في تخريب اقتصاديات عدد من الدول النامية ومن بينها دول عربية ، عن طريق أعطاء الضوء الأخضر للمنظمات الماليه العالميه بتقديم القروض لتلك الدول ، بغرض تطوير البنيه الأساسيه ، وبناء محطات توليد الكهرباء ، وأنشاء الطرق والموانىء والمطارات ، والمدن الجديده .
وكلما ذاد حجم الدين كلما ذادت فرصة تلك الدول فى التعثر والأفلاس ، وعندئذ تفرض شروط متنوعه عليها من قبل الدول الدائنه ، مثل السيطره على موارد معينه أو قبول التواجد العسكرى .
يشير بيركنز فى كتابه الى نموذج دولة " الأكوادور " فى أمريكا اللاتينيه ، حيث نجحوا فى خلال ثلاثة عقود من زيادة دين تلك الدوله من نحو ربع مليار دولار الى 16 مليار دولار ، وأرتفع حد الفقر من 50% الى 70% من السكان ، وزادت نسبة البطاله من 15% الى 30% ، وتخصص الأكوادور الأن قرابة 50% من ميزانيتها لسداد الديون .
وأصبح الحل الوحيد للأكوادور لسداد الديون هو بيع غاباتها لشركات البترول الأمريكيه ، حيث تحتوى هذه الغابات على مخزون كبير من النفط .
قال لى محدثى : هذه الطريقه ، تشبه طريقه مصريه قديمه ــ وهى القتل " بالخازوق " ـــ حيث يجيىء بعامود خشبى مدبب طرفه ، ويقوم بوضع الضحيه فوقه فى الوضع حالسا ...