بقلم / نجيب محفوظ نجيب.
عندما رحلت عنى ... أحسست أن الحياة قد رحلت معها... فلم يترك انسان أثر فى حياتى مثلما تركت جدتى...ليس فقط لأنها كانت تسمعنى تشعر بى و تفهمنى ... لكن لأنها أحبتنى... و علمتنى كيف أكون بسيطة و صادقة... فربما تكون قد رحلت بالجسد... و لكن روحها لا تزال تسكن أعماقى...
عندما ألتحقت بأحدى الكليات...كنت لا أزال أرى الحياة بعينيها...و لكنه عالم جديد... مساحة الحرية فيه أكثر بكثير... لكى أتعايش معه يجب أن أرتدى قناع و أعرف كيف أمثل... فوجدت نفسى وحيدة غريبة لا أستطيع التأقلم... و بدأت أسمع داخلى صوتا يلح الحاحا : يجب أن تتغيرى...أنت تعيشين معان و قيم أصبحت مجرد فصول فى رواية يكتبها التاريخ ...
أستجبت لنداء التغيير...أرتديت القناع...أخفيت وجهى الحقيقى...قررت أعيش...أتحرر...أنطلق...فوجدتنى أبحر وسط أمواج عالم مزيف فارغ ...
لاتوجد فيه حياة ...
حاولت الأستمرار و لكننى لم أستطع... مزقت القناع... نزعته عنى... و قررت ألا أظهر سوى وجهى الحقيقى...و أن أعود لكى أرى الحياة بعينى جدتى ... لكى أكون بسيطة و صادقة... كما ربتنى و علمتنى جدتى ....