فتاة بملامح جميلة وجذابة، وُلدت في مدينة مكلنبورج بألمانيا عام 1923، اتسمت بهدوئها ورقتها الشديدتين، وعدم احتكاكها بمن حولها، إذ لم يتوقع أحدا أنها في يومًا من الأيام ستتحول إلى وحشًا كاسرًا، وتنعدم من قلبها الرحمة تدريجيًا.

 
وُلدت الفتاة إيرما جريس، لأسرة بسيطة، فكان والدها عامل ألبان، وكانت تعاني العائلة من الظروف المادية الصعبة، حسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
 
تركت "جريس" المدرسة عام 1938 في عامها الـ15، بسبب معاناة أسرتها من ظروف الحياة المعيشية، وعقب انتحار والدتها التي اكتشفت خيانة زوجها لها مع أخرى.
 
اتجهت الفتاة الصغيرة لشق طريق الحياة العملية مبكرًا، فعملت داخل مزرعة ومن ثم أحد المتاجر، ثم انتقلت للعمل في مستشفى استمرت لمدة عامين، وخلال تلك الفترة التحقت بالحزب النازي، ومنظمة اتحاد الفتيات النازيات عام 1942.
 
بدأت "جريس" عملها داخل الاتحاد بتقديم الأعمال اليدوية في البداية، ومن ثم تم ترشيحها للعمل داخل السجون كسجانة، نظرًا لاخلاصها الشديد للحزب، ومن هنا بدأت رحلة تحولها من الرقة إلى العنف والقسوة، إذ تم وصفها فيما بعد من المعتقلين بـ"الوحش الجميل"، و"ملاك الموت".
 
وكشف الناجون من الهولوكوست، عن مواجهتهم لسجانة من قوات الأمن الخاصة سيئة السمعة على الرغم من عمرها الصغير، إذ كانت تقوم "جريس" باختيار المعتقلات اللاتي سيتم إرسالهن للإعدام داخل غرف الغاز.
 
أشكال مختلفة من التعذيب، استخدمتها الفتاة الشقراء في تعذيب من يقعن تحت يديها من المعتقلات، يذكر أنه من بينها، تجويع الكلاب لأيام طويلة داخل السجون، ومن ثم إطلاق سراحهم على السجينات لينالوا منهن.
 
وبعد مرور أعوام، خاصة بحلول عام 1945، بدأت القوات السوفيتية في تحرير المعسكرات في أوروبا الشرقية المحتلة من قبل النازيين، وتم الحكم بإعدام "جريس"، لما ارتكبته من جرائم حرب بشعة داخل المعتقلات، إذ شهد العديد من الناجين ضدها.
 
ووفقًا للروايات، يقال إن الفتاة البالغة من العمر 22 عامًا، وقت إعدامها، لم تبدِ أي مشاعر من الخوف، بل طلبت من منفذ الحكم بها أن يُسرع في تنفيذه.