أظهرت دراسة حديثة أنّ أسباب السمنة مرتبطة بعوامل مختلفة، غير الظروف الاجتماعية والاقتصادية الحالية للفرد، بينها تجارب الطفولة، لا سيما تلك المتعلقة بالإساءة.
 
واكتشفت الدراسة - التي أجراها "تاموري يوشيكازو" رئيس قسم تعزيز الصحة الإبداعية في كلية الطب جامعة كوبي في اليابان - أنّ السمنة عند النساء في مرحلة البلوغ لا ترتبط فقط بعوامل مثل البيئة الاجتماعية (على سبيل المثال، الظروف الاقتصادية والتعليم). ولكن أيضا بتجارب الطفولة، لا سيما سوء المعاملة، وهذا يشير إلى أنّ تحسين رفاهية الأطفال سيساعد أيضا في منع السمنة لدى البلوغ.
 
وتسبب السمنة اضطرابات مختلفة مثل مرض السكري من النوع 2، وعسر شحميات الدم، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، والكبد الدهني، والسكتة الدماغية، وتوقف التنفس أثناء النوم.
 
وأفادت الدراسات بأنّ التعرض للإيذاء في مرحلة الطفولة (مثل الاعتداء الجسدي والنفسي والإهمال)، لا يؤدي فقط إلى السمنة في مرحلة البلوغ، ولكنه يرتبط أيضا باعتلال الصحة العامة، مثل زيادة التدخين المعتاد.
 
ومنتصف نوفمبر الحالي، كشفت دراسة صادرة عن معهد بوتسدام لأبحاث تأثير المناخ مؤخرا، التي تناولت تأثير العادات الغذائية غير الصحية المنتشر حاليا، عن إصابة نصف سكان العالم بحلول عام 2050 بالسمنة المفرطة.
 
وبحسب صحيفة "ديلي ميل"، وجد التقرير الأول من نوعه، أنّ 1.5 مليار شخص سيعانون من السمنة المفرطة بحلول 2050، بينما سيعاني 500 مليون شخص من نقص الوزن وسيعيشون على حافة المجاعة.
 
وأشار التقرير الصادر عن المعهد، الذى يقع مقره في ألمانيا، إلى أنّه إذا استمرت الاتجاهات الحالية بشأن طريقة الناس في "ماذا وكيف يأكلون؟"، فهناك فجوات واسعة في التغذية ستنمو في غضون الـ30 عاما المقبلة على مستوى العالم.
 
وكشفت الدراسة أنّه بحلول عام 2050 سيعانى 16% من سكان العالم من السمنة، وأنّ نصفهم 45% سيعانون من زيادة الوزن، واعتبرت الدراسة أنّ نتيجة المعدلات المرتفعة للسمنة ستكون وخيمة، من حيث تفاقم بعض الأمراض المزمنة، التي تمثل عبئا على العالم، مثل أمراض القلب والسكري، بل اعتبرت الدراسة أنّ زيادة الوزن قد تكون عاملا يساهم في تحويل فيروس كورونا المستجد إلى وباء قاتل