الأقباط متحدون | القشة التي قصمت ظهر البعير وسقوط الأقلية المضطهدة
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٣:٢٤ | الثلاثاء ٢٦ يونيو ٢٠١٢ | ١٩بؤونة ١٧٢٨ ش | العدد ٢٨٠٣ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

القشة التي قصمت ظهر البعير وسقوط الأقلية المضطهدة

الثلاثاء ٢٦ يونيو ٢٠١٢ - ١٨: ١١ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم: ماجدة سيدهم 
أرحب برئاسة مصر الجديدة  ، لا تتعجبوا.. ..! نعم،  هذا ما ابتغيته مؤخرا رغم انحيازي  الشديد للفريق شفيق رئيسا ، ابتغيت  احتكار الإخوان للمشهد كله ،فمازالت جعبة الرعونة ممتلئة بالكثير ،  ليضيفوا الى  اخفاقهم  السياسي المتلاحق فشلا آخر زريعا  ينقضي معه وأبدا  مسلسل التصارع على السلطة  ، هكذا يبدو البناء المعوج  كلما ذاد ارتفاعه كان أيلا ّ للسقوط المدوي ،ويكون فوز مرشحهم اشبه بالقشة التي تقصم  ظهر البعير،  اقول هذا وقد انقسم الشارع  المصري الى فرقتين متناقضتين في  المشاعر ما ببن الفرح المتصاعد والحزن الأكثر دهشة ، فأي صفقة  تمت بين الإخوان والعسكري تحسبا لخطورة رد الفعل  العنيف  في حالة فوز الفريق شفيق اشبه بالصفعة المخزية على وجه الشعب بأكمله  ..! وأي ضغوط خارجية مـُورست  لدعم الإخوان  بحجة وهم الديموقراطية  تحمل استخفافا بينـًا بثقة الشعب ايضا  ..؟  لكن ماذا عن التراجع في صحة فوز شفيق في غضون ساعات فقط.. !هل العسكري في مأزق  حق لا يحسد عليه ..!
 
وهل سيكون من التصادم بينه  والإخوان ما يجعل البلاد رهن  اشتعال قائم بلا تنازل ..! هكذا أصبحت البلاد على حافة  خطر محدق يهدد أمنها ومستقبلها وتحضرها وحضارتها وهويتها الراسخة قرونا رغم فوز الدكتور محمد مرسي رئيسا - يتوجب له الاحترام –الذي   بلا شك  زج به زجا لمعترك سياسي معتم ، و أغلب الظن سيكون ضحية  مرحلة شديدة الاضطراب وتعدد الأهواء والمطامع لكل من حوله ،  وجدت هنا  كم خـُدعنا عهدا طويلا بمصطلح  خبيث  وهو الأقلية  المضطهدة ( الأقباط طبعا حسب التصنيف الديني ) بينما  في حقيقة الأمر وبعد ما تجلت الخيبات والمهاترات   خاصة في السنوات والأشهر  الأخيرة  يتضح  أن المضطهد في وطني ليسوا الأقباط  حيث  اقتصر اضطهادهم على التهميش والإقصاء- ليكون المضطهد الحقيقي هم  الأغلبية على كافة المستويات الاجتماعية والثقافية والدينية،  فالمعيار الحقيقي  على الاطلاق   ليس دينيا.
 
فقد  أجادت  الحكومات الفاسدة  إصابة أغلبية الشعب بكل طوائفه  في مقتل - إذ مارست عليه أكثر صنوف الاضطهاد شرا  وأشدها ضراوة واكثرها  قبحا ، مخربة في ذلك نعمة العقل ليفقد معه القدرة على التمييز ، مدمرة لشفافية  الوجدان  وتأثيرها على حرية الإختيار ، مشوهة عذوبة  الروح ،متلاعبة بقيم التلاحم  والانفتاح على العالم – مخترقة  لطف الاخلاقيات الفطرية النبيلة  فحجبت عنه   جمال المعرفة و الفهم وألغت  تباعا إعمال العقل والتفكير والإحساس بالانتماء  وقيمته الانسانية  ، فأغلقت  عليه  نوافذ  الحياة البهجة وسبل التميز ، مارست هذا  بفعل التآفع  الثلاثي المخرب  ( تعليم عقيم  - ثقافة متردية ،هزيلة  ، إعلام فاسد ضحل )  لترسخ بذلك  مخاوفا و قيما دينية واخلاقية مشوهة  ومفاهيمَ إنسانية مغلوطة  تؤكد بها  استمرارية  سطوتها  وقبضتها - أسفرت  اليوم عن إفراز مشوه شديد الخطورة،  سهل الاستقطاب  بشتى المغريات ،وبكل الأسف  أُجيد استغلاله  جيدا  في أدق اللحظات الفارقة في  تاريخ البلاد للتأثير في صنع قرارات مصيرية تخدم اصحاب الهوى والمصالح الشرهة للسلطة فقط وليذهب الشعب ومعاناته وثورته وحلمه  الى الجحيم  ، ارتفعت رايات التهليل  بدولة الخلافة وعلت شعارات الحث على  الجهاد والفتوحات  العربية القادمة وحلم  حصد الغنائم ونعيم السبايا.
 
بينما  جل الكارثة  حين  طلت علينا فجأة  رموز من دعاة الفكر والثقافة  والحرية والتقوى  والتغير  تشدد على منحة  امتيازات  التيار الديني وكأنه الملاذ المـُكتـَشف لتوه لخروج البلاد من مأزقها  المأساوي وكأن الشرع   قناعتهم المسبقة  ضد ما يدعونه بالفلول  أو النظام السابق ،  بينما الأمر  لا يخرج عن كونه تغطية نفسية  لحرج شديد إثر  هجوم  سابق مبالغ فيه لكسب ود طرف ضد الأخر  حتى لو الثمن هو الشرف .. لا يهم  ، كل هؤلاء  هم  مضطهدون ، في حريتهم  وصراعاتهم مضطهدون في مبادئهم واقلامهم  وطموحاتهم   ..مضطهدون،  في قوت يومهم  وأفكارهم  وحتى كذبهم .. أيضا  مضطهدون، في كرامتهم  وسلطتهم  و مواجهة خصومهم .. مضطهدون ، المضطهد يؤرقه جدا الافتقاد للقيمة وتأكيد الذات  والزعامة  والرغبة الملحة  لسحق الخصم متجاهلا  كل القيم الانسانية  ،لذا  مهما  بلغ  وتزايد عددهم ومهما  ادعوا الانشغال بقضايا  الوطن والصراع من اجل هموم والبسطاء- ومهما شرعوا في سرد الأكاذيب والمصطلحات  البراقة  سريعا ما يسقطون مع أول هبوب لأراء   تخالف قناعتهم وسريعا ما تتمزق اقنعتهم  المتلونة  .
 
 الهدامون  ، المتربصون  ،المهللون بالخواء   الكذابون  دعاة الاصلاح  هم أعداء الوطن، هم بالحقيقة  الأقلية المضطهدة ،  لا يمثلون غير انفسهم ولا يشكلون  قيمة ادنى في العظيمة مصر ، لذا اقباط مصر -  ذاك  النسيج الذائب في الكل ..  ليسوا أقلية،  علماء مصر . ليسوا أقلية، شرفاء الوطن  وأصحاب  الفكر والابداع  والحكمة .. ليسوا اقلية ،  الواقفون  بالمعامل  وامام التهاب الأفران وضجيج الآلات وفي الأسواق ، المعلقون  بالسقالات ،حاملو المناجل ، عازفوا الناي  طارقوا النحاس عمال النظافة  ، الساهرون لحماية الوطن و نشر أمنه ..  ليسوا أقلية .  
 
فلنهدأ .. ونترقب الأيام  القليلة القادمة ستجلب الكثير جدا   من مفاجآت  وانشقاقات و وتجاوزات معهودة ستدفع  بالشعب كله الى  حتمية التغيير الى المستقبل الأفضل والأجمل  جدا. 
نعم مصر أكبر .. مصر أبقى .
ولن  ينتهي بعد ..!  




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :