سرت حالة من الحزن والحسرة الشديدين، بين طلاب الدفعة 51 طب الأزهر، بعد معرفتهم بخبر مقتل زميلهم ضياء يوسف الطالب في السنة السادسة، على يد مهتز نفسيًا في قرية "السيفا" بطوخ، عند محاولة الطبيب تهدئته بعد أن شاهده في حالة هياج بالشارع وهو ممسك بالسكين.

 
حزن زملاء الطبيب الراحل
ظهرت حالة الحزن على زملاء الطالب، وكتب عبدالرحمن السكري: "المطعون شهيد، لا نقول إلا ما يُرضي ربنا إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أرحم عبدك ضياء واسكنه الفردوس الأعلى من الجنة، اللهم وأكرم نزله ووسع مدخله وأغسله من خطاياه بالماء والثلج والبرد، اللهم ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس اللهم واجعل قبره عليه نورا".
 
وتفاعل جميع زملاء الطالب المقتول مع تلك الكلمات، بالدعاء والثناء على زميلهم "ضياء"، الذي كان مشهورا بحسن خلقه وسمعته الطيبة التى يتمتع بها بينهم طوال 6 سنوات، وأنه مات قبل أيام من تخرجه في كلية الطب.
 
أفادت تحقيقات النيابة أن المتهم انقض على الطبيب، وذبحه في ثوانٍ، وسط حالة ذهول عدد من أبناء قرية السيفا في طوخ، الذين تجمعوا للإمساك به، لكن المتهم تمكن من طعن موظف، فسقط بجانب جثمان الطبيب جثة هامدة، وأصاب المتهم أيضًا 4 من الشباب، الذين حضروا للسيطرة على المتهم، وتم نقلهم إلى المستشفى لإسعافهم.
 
رواية شهود العيان
وقال شهود العيان، إن الضحية شاهد المتهم يمشي فى الشارع ممسكا سكينا، فتوجه إليه محاولا تهدئته وأخذ السلاح منه، في نفس الوقت الذي حضر فيه القتيل الثاني محمد عبدالعليم الموظف بالمعاش، ورددا عليه: "اهدى بس، وهات السلاح من إيدك"، فكان مصيره القتل ليلحق بطالب الطب.
 
وأضاف شهود العيان ، الذين أقروا أن المتهم تحول إلى وحش، وبدأ يطعن "الدكتور ضياء" و"عم محمد" دون سبب، فتدخل 4 آخرون وحاولوا الإمساك به، فأصابهم أيضا بعدة طعنات، ثم اجتمع 10 أشخاص من القرية، وأمسك أحدهم يد القاتل، وتمكن من أخذ السكين منه، وربطوه حتى حضرت الشرطة، وتم نقل المصابين والضحايا إلى مستشفى طوخ العام.
 
التحريات
كشفت تحريات المباحث المتهم فى منتصف العقد الثالث من العمر، يعاني من مرض نفسي، وسبق حجزه داخل مستشفى للأمراض النفسية، ولم يسبق اتهامه فى أى قضايا، أو تحررت ضده محاضر بالاعتداء من قبل، مشيرة إلى أنه تخرج من الكلية، والتحق بالعمل فى عدة أماكن، لكنه لم يستمر بسبب مرضه النفسي.
 
واستمع رجال المباحث إلى أقوال أسرة المتهم، الذين أكدوا أن نجلهم كان يجلس فى منزله ويتحدث مع نفسه بكلام غير مفهوم، وقبل الجريمة بدقائق دخل إلى المطبخ، واستولى على سكين خلسة، وأخفاها فى ملابسه، ثم خرج بها الى الشارع، قبل أن يسمعوا صوت استغاثات الأهالي: "الحقوا ابنكم بيقتل الناس في الشارع"، مشيرين إلى أنهم أسرعوا إلى مكان الحادث، وشاهدوا بركة دماء و6 من الأهالي مطعونين وأمعاؤهم ظاهرة، موضحين أن ابنهم أصيب بحالة نفسية منذ فترة، وأنهم حاولوا علاجه، لكن دون جدوى.
 
حبس المتهمين
قررت النيابة العامة تشريح جثث الضحايا، لبيان سبب الوفاة، كما أمرت بالاستعلام عن المصابين الأربعة وإمكانية الاستماع إلى روايتهم من عدمه، واستمعت إلى أقوال شهود العيان، وجار الاستماع إلى أقوال المتهم، وسيتم عرضه على الطب الشرعي للتأكد من تعاطيه مواد مخدرة من عدمه، وتحفظت النيابة على مقاطع فيديو وثقت الحادث، سيتم تفريغها، بالإضافة إلى كاميرات المراقبة بالمحلات التجارية.
 
وكان اللواء فخر الدين العربى مدير أمن القليوبية، تلقى إخطارا من مأمور مركز طوخ العميد تامر موسي، يفيد بتعدى مريض نفسي على 6 أشخاص فى الشارع بقرية السيفا دائرة مركز طوخ، وانتقل على الفور اللواء حاتم الحداد مدير المباحث، والعميد خالد المحمدى رئيس مباحث المديرية.
 
وتبين قيام مريض نفسي يدعى "أحمد ج."، بالتعدى على كل من محمد عبدالعليم أحمد، 60 عاما، عامل، توفى فور وصوله مستشفى الجامعة، وضياء السيد عبدالعظيم، 22 عاما، في السنة الخامسة بكلية الطب، توفى هو الآخر متأثرا بإصابته، فيما أصيب كل من منصور علي متولي القزاز، وأشرف إبراهيم عطا الله بإصابات خطيرة، ونقلا إلى مستشفى الجامعة فى حالة خطرة، ونقل الاثنان الآخران إلى أحد المستشفيات الخاصة.